اخباريات فلسطينية

الاحتلال: حماس أخطر المشاكل الإستراتيجيّة لإسرائيل وقدرة السلطة أمامها صفر

|
الاحتلال: حماس أخطر المشاكل الإستراتيجيّة لإسرائيل وقدرة السلطة أمامها صفر

اخباريات:  قال الجنرال في الاحتياط، عاموس غلبواع، الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان) إنّ الجبهة الشمالية هي الجبهة الأكثر خطورة لدولة إسرائيل، والجبهة الجنوبية في المقابل أقّل خطرّا، لكن، استدرك الجنرال غلبواع، قائلاً إنّه منذ تنفيذ خطّة الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزّة، في أب (أغسطس) من العام 2005، وسيطرة حماس عليه، فإنّ قطاع غزة هو مصدر الإعمال العنيفة الأساسية ضد دولة إسرائيل.

 واشار إلى أنّ القطاع هو الذي جرّ إسرائيل إلى ثلاثة حروب، علاوة على أنّه هو الذي يُشكّل مصدر العمليات المعادية لإسرائيل في العالم، وأضاف غلبواع قائلاً: قطاع غزّة هو الذي أدى لأنْ تكون إسرائيل مُدانة في العالم بجرائم حرب، بإبادة شعب، بقتل الأطفال، بحصارٍ شرسٍ وبالتجويع، وهو الذي يُسيطر عليه تنظيم حمل وما زال يحمل راية إبادة إسرائيل وليس مستعدًا أنْ يكون شريكًا في أيّ اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

بكلمات أخرى، قال الجنرال الإسرائيليّ، إنّ قطاع غزة وحماس هما بالفعل المشكلة الإستراتيجيّة المركزية القريبة التي تشغل إسرائيل منذ سنوات، في المجال الأمنيّ والسياسيّ والإعلاميّ، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّ العدوان الإسرائيليّ الأخير ضدّ قطاع غزّة في صيف العام الماضي، والمُسّمى إسرائيليًا بعملية “الجرف الصامد” أوقعت بحماس ضربة عسكرية قاسية، وضربة ليست أقل قسوة بالسكان المدنيين. لكن، أوضح الجنرال غلبواع، أنّ المشكلة الإستراتيجيّة بقيت على حالها.

علاوة على ذلك، أشار في سياق مقاله، الذي نشره بصحيفة (معاريف) الإسرائيليّة، أشار إلى أنّه خلال العملية وما بعدها برزت بضعة أفكار حول كيفية معالجة هذه المشكلة. كان هناك من أيّدوا التصفية الممركزة للقوة العسكريّة لحماس بواسطة احتلال القطاع بأبعاد مختلفة، وكان هناك من أيّدوا صيغة إعادة اعمار القطاع مقابل نزع سلاح حماس، وكان هناك من أضافوا اقتراح أنّه عن طريق الدعم العربيّ والدوليّ يتّم إعادة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس إلى القطاع وتُمسك هناك بزمام السلطة. وتساءل الجنرال الإسرائيليّ: ماذا حدث من كل ذلك، وماذا يحدث الآن في القطاع؟

وردّ قائلاً إنّ هناك ثلاث سمات أساسية، البارزة منها هي أن كلّ اعمار غزة (الذي خصصت له تبرعات بأكثر من 4 مليارات دولار) عالق مكانه ولا يتقدم، الأمم المتحدة التي أخذت على مسؤوليتها إدارة الاعمار أعلنت أنّ الأموال التي تمّ تخصيصها لإصلاح بيوت السكان في القطاع نفدت، مؤكّدًا على أنّه بات واضحًا أنّ مفهوم الاضطرابات انفجرت. 
وما هو بارز أيضًا، بحسب الجنرال غلبواع، البارز برأيه أنّ الجهد الأساسيّ لحماس ينصب ليس على الاعمار المدنيّ، بل على إصلاح القدرة العسكرية.
 ولفت إلى أنّه اليوم يصعب التهريب لكن هناك إنتاج ذاتيّ، وفوق كل شيء توجد قوة بشرية. وأكّد الجنرال الإسرائيليّ على أنّ ما تقوم به حركة حماس هو إنشاء إطار عسكري جديد، لتجنيد وإعداد آلاف الشباب للقتال، مع التأكيد على تدريبات تتضمن احتلال موقع عسكري للجيش الإسرائيلي وخطف جنود، وتعزيز أجهزة الأمن من اجل فرض سلطتها، وأيضًا حفر الأنفاق وإصلاح الأنفاق المُدمرّة.

وشدّدّ في معرض حديثه على أنّ جميع الدول التي تعهدت بالتبرع ترى ذلك وتفهم أنّ الأموال التي ستُنقل للقطاع سيتم دفنها، ويبدو أن هذا هو السبب الأساسيّ لتوقف تدفق التبرعات، حسبما ذكر. 
وساق قائلاً إنّ الحرب الدائرة بين مصر ومنظمات الجهاد في سيناء تؤثر سلبًا على حماس وعلى السكان المدنيين وتزيد من الضائقة التي يعيشون فيها: المعابر إلى مصر مغلقة تمامًا، المصريون مستمرون في التدمير الشامل للأنفاق ويقومون بإقامة منطقة فاصلة بعرض كيلومتر بين مصر والقطاع، والذراع العسكري لحماس تم الإعلان عنه من قبل المصريين كمنظمة إرهابية، وفي المجال السياسيّ المغزى هو أنّ مصر توقفّت عن أنْ تكون وسيطًا مع حماس. 
والسلطة الفلسطينية؟ قوتها في الساحة الدوليّة. وقدرتها أمام حماس هي صفر. وبرأي غلبواع، فإنّ أمامنا برميل من المواد المتفجرة، ذلك أنّ حركة حماس تُريد الحفاظ على سيطرتها، وليس لديها الآن أي مصلحة في البدء بالعنف، لكن علينا أنْ نعرف أيّ ظروف جديدة لا يمكن توقعها ستؤدي إلى الانفجار المبكر لهذا البرميل الغزي. 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد