فسحة للرأي

حماس تنحر الشعب

عمر حلمي الغول |
حماس تنحر الشعب

كتب - عمر حلمي الغول:   شهدت محافظات الجنوب في الاونة الاخيرة تزايد ظاهرة محاولة الانتحار في اوساط الشباب. اربعة شباب أقدموا على الانتحار، هم: محمد ابو عاصي/ صاحب عربة «ذرة روتس الغلابة»؛ ومعتز جحا، بائع قهوة على بسطة؛ واحمد سحويل، حرق نفسه امام وكالة الغوث؛ ومعمر جميل قويدر، قام بالاقدام على الانتحار بعدما قدم شكوى للهيئة المستقلة لحقوق الانسان على ميليشيات حركة حماس، الذين صادروا منه ميزانه عن عربته، التي يبيع عليها بضاعته. الشباب الاربعة أقدموا على محاولة الانتحار خلال هذا الاسبوع، وفي اعقاب تهديد اجهزة قمع حماس للقمة عيشهم وعيش العائلات، التي يعيلونها، لانهم لا يستطيعون دفع ضرائب للمافيات الحمساوية، ما دفع ميلشياتها اما لمصادرة العربة او الميزان.. إلخ الامر الذي يشير الى انتشار حالة الفوضى والفلتان الامني، والعمل بطريقة «كل حارة إيده اله!» لا ضوابط ولا معايير ولا نظام، وانعكس ذلك في تفشي ظواهر: ازدياد جرائم القتل؛ إتساع نطاق السرقات في وضح النهار؛ التفجيرات بابعادها المختلفة السياسية والشخصية لتصفية الحسابات بمختلف مسمياتها؛ الاعتداءات المتكررة على مصالح المواطنين. ترافق مع ما تقدم عوامل اخرى، زادت الطين بلة، منها: تفاقم ازمة المياة؛ اشتداد ازمة الكهرباء؛ تعاظم ازمة غاز الطهي؛ اهمال البلديات لمهامها ودورها؛ فرض ضرائب مخالفة للقانون والنظام لمزيد من نهب المواطن؛ بالاضافة للحصار الاسرائيلي، وعدم انتظام فتح المعبر، ازدياد نسبة الطلاق وانخفاض نسبة الزواج؛ واتساع دائرة الفقر، حتى بلغت نسبة الفقر حوالي 72%، ووفق تقرير منظمة التجارة العالمية «اونكتاد» فإن قطاع غزة، قد لا يصلح للحياة الادمية في عام 2020، اي في المستقبل المنظور. كل مظاهر البؤس، القمع، الفلتان، فوضى السلاح وانتشار الجماعات التكفيرية، التي هيأت لها حركة الانقلاب الحمساوية المناخ الملائم، كلها عوامل تنامت بفضل الجهل المدقع لقيادة فرع جماعة الاخوان المسلمين في إدارة مصالح المواطنين، والاهتمام بسرقة قوت الشعب في وضح النهار، وغياب القانون، وتسيد قانون الغاب، الذي فرضته الميليشيات وقيادتها بمستوياتها التراتبية المختلفة، والتناغم مع حكومات إسرائيل في توسيع نطاق الحصار وفرض الحروب على المواطنين، حيث شهدت محافظات الجنوب اربع حروب بما فيها الانقلاب الاسود اواسط عام 2007، التي دمرت حياة البشر، والقت بهم في مستنقعات الفقر والجريمة والفلتان الامني، وانتفاء الحياة الادمية في القطاع. فضلا عن ادخال ابناء الشعب العربي الفلسطيني المليون والثمانمئة الف مواطن في متاهة صراع حركة حماس مع النظام المصري الشقيق، بسبب التدخل الفض في الشؤون الداخلية المصرية، وعمقت الهوة بين الشعبين، لا سيما وان هناك بعض العاملين في حقل الاعلام المصري تساوقوا من حيث لا يدرون مع منطق حركة حماس، وسقطوا في التيه الاخواني، من خلال التحريض على الفلسطينيين دون تمييز بين الشعب وفرع جماعة الاخوان المسلمين. ما تقدم، له عميق الصلة بخيار حركة حماس، خيار الانفصال عن الشرعية، ومواصلة الدردشات مع حكومة نتنياهو لبلوغ لحظة الانفصال الكلي، وتشكيل الامارة السوداء. وبالتالي فرع الجماعة (ومع الاحترام لرأي بعض فصائل العمل الوطني، التي ما زالت تضع الرؤوس في الرمال، وتغمض العين عن التشخيص العلمي لطبيعة إخوان فلسطين المسلمين في المعادلة السياسية) ماض قدما نحو تعميق التمزيق للنسيج الوطني والاجتماعي، وضرب المشروع الوطني في مقتل. لذا لا يهمه وضع العباد، بل يتركز جل اهتمامه على سرقة المواطنين، ودفعهم للهجرة وركوب البحر للموت في عرضه، إن لم يموتوا جوعا في مناخ الحرمان والفاقة والفقر والفلتان الامني وانتشار الجماعات التكفيرية. الانتحار ليس خيار الشباب الفلسطيني، ولكن حركة الموت الحمساوية، تدفعهم دفعا للانتحار، لذا لا بد من التصدي للظاهرة من قبل الشعب وقواه الحية قبل فوات الاوان.

oalghoul@gmail.com

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد