تقارير وتحقيقات

الحاجة وفيقة عودة تستذكر "رمضان زمان" .. كنا نوكل من أرضنا ونشرب من "بيرنا"

|
الحاجة وفيقة عودة تستذكر "رمضان زمان" .. كنا نوكل من أرضنا ونشرب من "بيرنا"

 كتب - رومل السويطي:  "يوم من أيام زمان أحسن من كل هالأيام"، بهذه العبارة الموجزة، اختصرت الحاجة وفيقة خضر عودة 75 عاما من بلدة حوارة جنوبي نابلس حديثها مع "الحياة الجديدة" حول ذكرياتها خاصة فيما يتعلق بشهر رمضان المبارك. وبصعوبة بالغة تحدثت الحاجة عودة مع "الحياة الجديدة" بسبب تعب السنوات الطويلة التي بانت على وجهها إضافة لعطشها الناتج عن الصوم، وقالت أن أخلاق الناس في السابق كانت أفضل من هذه الأيام، كانت هناك صفات نفتقدها هذه الأيام وخاصة النخوة والكرم وإغاثة الملهوف. وتعرب عن اعتقادها أن الناس لم يكن لديهم أموال مثل هذه الأيام، لكن كانت هناك راحة نفسية وحسب وصفها "هداة بال" أكثر بكثير من اليوم. 

الجيران لبعض ..
وتستذكر الحاجة عودة ذكرياتها مع جيرانها حين كانت تعد بعض أنواع الطعام لتقدم جزءا منه الى جيرانها، وكذلك كان جيرانها يصنعون معها. وتقول "والله يا بني كان كل واحد يحمل هموم جاره" وتضيف "الجيران كانوا لبعض". ولا تنسى حين كان بعض أبناء البلد ينادي على جاره كما ينادي على شقيقه في كثير من المناسبات، سواء لدعوته الى الفطور أو الاستغاثة به في أي طارئ، وتتساءل قائلة "هل مثل هذه العلاقات موجودة اليوم؟". لكن الحاجة عودة لا تنكر أن كثيرا من الجوانب الإيجابية لا تزال موجودة بين أهالي القرى، وخاصة فيما يتعلق بشيم النخوة والكرم، لكن ليس بالمستوى المطلوب، حسب قولها.
 
صلة الأرحام
وتضيف الحاجة عودة بأن الأقارب كانوا يصلون بعضهم، ولا تتوقف صلة الأرحام على الأشقاء والشقيقات، بل يصلون بنات أعمامهم وأخوالهم وحتى أخواتهم وأمهاتهم في الرضاعة. وتستذكر حين كان الأبناء والبنات يتجمعون حول والديهم وأجدادهم وأعمامهم وعماتهم على أسطح المنازل في ساعات الليل، أو على البيادر وفي كافة المواسم. وتقول بأن الدنيا كانت تقوم ولا تقعد على من يقطع رحمه، ويصبح قاطع الرحم على لسان كل الناس في البلد. وأضافت قائلة "أنا ما بحكي إنهم زمان كانوا ملائكة، لكن يكفي كان في عندهم نخوة".
 
لا نتكبر على النعمة
وتعرب الحاجة عن غضبها الشديد من بعض بنات وشباب اليوم الذين يتعالون وحسب وصفها "يتبطرون" على نعمة ربنا من خلال رفضهم تناول بعض المأكولات الشعبية القديمة وبضمنها "العدس"، وتقول بأن كثيرا من العائلات كانت وجبة الإفطار لديها "العدس"، وتضيف مستهجنة "شوف شباب اليوم وشباب زمان"، موضحة بأن الشاب قديما كان يمشي عشرات الكيلومترات دون أن يتأثر، بينما اليوم يريد سيارة حتى تنقله مسافة نصف كيلو متر. وتقول "يا ستي كنا بخير لما كنا نوكل من أرضنا ونشرب من بيرنا".


 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد