تقارير وتحقيقات

الزهار يتحدث عن أصوله المصرية ويؤكد "نحن أبرياء من دم النائب العام بركات ولم أهاجم أبو عمار"

|
الزهار يتحدث عن أصوله المصرية ويؤكد "نحن أبرياء من دم النائب العام بركات ولم أهاجم أبو عمار"

 القاهرة: قال عضو المكتب السياسى لـ«حماس»، وأحد أبرز قيادات الحركة، محمود الزهار، إن الحركة تريد تنفيذ اتفاقات القاهرة ٢٠١١، دون غيرها للمصالحة مع فتح، مشيرًا إلى أن حال تنفيذها من قبل فتح، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لن يكون لهم الوصاية على «كتائب القسام»، قائلاً: « فلتحكم الشارع».

وأضاف «الزهار» فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم» عبر الهاتف من غزة، أن حركة حماس سعت للمصالحة مع الحكومة المصرية، مؤكدًا أن المخابرات المصرية رحبت بذلك، ما أسفر عن عقد لقاءات أخيرة بين الطرفين، لافتا إلى أنهم أثناء اللقاءات تم التطرق إلى الـ٤ عناصر الحمساوية المختطفين داخل سيناء، مؤكدًا أن المسؤولين المصريين قالوا لهم «دعونا نؤجل هذا الأمر وننظر للأهم»
وأفاد بأن هناك تلويحات من قبل رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل بعدم ترشحه لرئاسة الحركة مرة أخرى، قائلاً: «كل مرة يقول إنه لن يترشح ويتراجع فى كلامه»، موضحا أن موسى أبو مرزوق نائبه هو الأقرب لخلافته، لافتًا إلى أن هناك اختلافات وليس خلافات بين قادة القسام وخالد مشعل حول التعامل مع إيران.. وإلى نص حوار:
■ بداية.. لك أصول مصرية، ووالدتك من الإسماعيلية، ماذا تمثل لك تلك المدينة، وهل تم سحب الجنسية المصرية منك بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى؟
- أولاً منذ كان عمرى ٣ سنوات عام ٤٨ وأنا فى الإسماعيلية وعشت أجمل أيام طفولتى بها حتى العام ٥٨، ثم هاجرنا بعد ذلك إلى الزقازيق وذلك بسبب حرب ٥٦ على مدن القناة، وحتى الآن «إخوالى» يقطنون بها، والجنسية لم تسحب منى حتى بعد عزل مرسى فكل ما أشيع حول ذلك اجتهادات إعلامية وليس هناك حكم قضائى أو قرار جمهورى بسحبها.
■ كيف انضممت لحركة «حماس»، ومن أول من استقبلك ودعاك للحركة؟ ومن هو أقوى رجل فى حركة «حماس»؟
- عدت إلى غزة عام ٦٥ بعدما أتممت الثانوية العامة فى مصر، وتأثرت بما حدث بعد عمليات حركة فتح ضد اليهود، حتى عدت إلى الدراسة فى القاهرة مرة أخرى بكلية طب جامعة عين شمس، وبعد ذلك عملت فى مستشفى الدمرداش، وتخصصت فى الجراحة العامة، ومن ثم قررت العودة إلى غزة مرة أخرى، ومن هنا بدأت علاقتى فى أوائل الثمانينيات بالحركة، حيث كنت رئيس الجمعية الطبية بغزة، وكان الشيخ أحمد ياسين يسكن قريبًا منى وكنت دائم التردد عليه لعمل بعض الفحوصات الطبية له من حين لآخر بسبب تدهور صحته دائمًا، وهناك تعرفت على عبدالعزيز الرنتيسى وإبراهيم المقادمة، حتى صارت زيارتى شبه دائمة عليهم حتى أقنعنى الرنتيسى بالانضمام للحركة، أما عن الرجل الأقوى فى تاريخ الحركة، فكان أبرز الأشخاص أحمد ياسين، الرنتيسى، صلاح شحادة، محمد الضيف، يحيى عياش، الجعبرى، ولكن كل منهم له رؤيته وأسلوبه الذى يختلف به عن الآخر فلا نستطيع أن نقول هذا أقوى من هذا عسكريا أو سياسيًا ولكن فى الأخير هم يكملون بعضهم البعض.
■ كم مرة حاولت إسرائيل أن تستدرجك للعمالة، وهل قاموا بزج فتاة إليك؟ أم شىء آخر؟
- دعونى مرة فى أواخر السبعينيات، لحضور غداء فى القدس تحت مسمى «نقاشات الأطباء»، ولكن لم يستدرجونى علنًا هم أرادوا أن يتعرفوا على فى البداية ولكنى كنت أفهم نواياهم الخبيثة خاصة وكان آنذاك وزير خارجية أمريكا، هنرى كيسنجر وقيادات الجيش الإسرائيلى يدعون دائما قيادات العمل الميدانى الفلسطينى ورؤساء البلديات لخلق قيادة بديلة عن منظمة التحرير، وكانوا يريدون منا كذلك، ولكننى كنت أرفض دائمًا، ومن يقول إن إسرائيل أسست «حماس» للقضاء على «فتح» فهو «كاذب».
■ ما هى أبرز مواقفك مع الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى ويحيى عياش ومحمد الضيف وأحمد الجعبرى ومروان عيسى؟
- لم أر يحيى عياش فى حياته لكنى رأيته فى مماته لأنى خولت من قبل الحركة أن أذهب للمستشفى لأقوم بـ«ترميم» وجهه، لأن من وضع له العبوة الناسفة داخل التليفون انفجرت فى وجهه، فقمت بتجميل وجهه ليكون المظهر أمام الناس مقبولا لأن وسائل إعلام كثيرة جاءت لتغطية الجنازة التى تعتبر من أكبر جنازات الوطن العربى، وبالمناسبة أنا حضرت جنازة الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر فى القاهرة ولم أجد مشهدا أروع من ذلك، أما محمد الضيف فتعاملى معه سطحى لأنه شخص غامض وهادئ وهو الآن حى يرزق، وليس كما يقال عنه إنه استشهد فى الحرب الأخيرة، أما الجعبرى فتعرفت عليه فى السجن وكان هو تابع لحركة فتح وأنا أنتمى لحماس ولكن عندما خرج من السجن انضم لنا، أما مروان عيسى فهو رجل مؤدب وقوى جدًا.
■ ما قصة السيارة الحمراء التى أضحكت الرنتيسى عندما رآها؟
- ضحك الزهار وتساءل كيف وصلتوا لهذه المعلومة، فأنا دائمًا أحب أن أستبدل سيارات من وقت لآخر، وكانت هذه السيارة «أوبل حمراء» وكان ذلك الموقف من المواقف الطريفة حيث شاورت الرنتيسى مرارا لشرائها، وصباح ذات يوم داخل الجامعة الإسلامية دخل الرنتيسى فوجدنى بجانبها فما كان منه إلا أن تعالت ضحكاته وهو يقول «حمراء يا أبوخالد» لم تجد إلا هذا اللون وظل يضحك على طول اليوم، فكان «هزار برىء» حيث كان يغلب علينا طابع النكات المصرية دائمًا.
■ من الذى خطف جلعاد شاليط، ولماذا كانت تتعامل حماس معه معاملة حسنة حيث رأينا مقاطع فيديو وهو يشوى الدجاج ويأكل معهم ويضحك، فى الوقت الذى يتم التنكيل بالأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال؟
- حركة حماس هى من اختطفته بقيادة الشهيدين رائد العطار ومحمد أبوشمالة، وليس كما أشيع بأن ألوية الناصر صلاح الدين هى من اختطفته وباعته لحماس بـ٢ مليون دولار، أما عن المعاملة الحسنة فالله سبحانه وتعالى قال فى سورة الإنسان «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء»، فما كان منا الا أن نطبق تعاليم ديننا الإسلامى فى معاملته.
■ أين يكون الزهار فى حروب غزة مع إسرائيل؟
- فى الأنفاق.
■ لماذا هاجمت الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات فى هذا الوقت، فى وجود مصالحات وجهود مصرية لإنهاء الانقسام، خاصة أن أبناء فتح يحبونك، وما سبب تلك التصريحات النارية؟
- أولاً أنا لم أهاجم شخص ياسر عرفات وإنما سياساته، وبالنسبة للتوقيت لأن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» أعلن إنشاء محكمة دستورية لتوريث السلطة لرئيسها ليكون من فتح، وضرب بقرار ياسر عرفات عرض الحائط بعدما قال الأخير إن من يورث السلطة بعد رحيل رئيس أو تنحيه عن الحكم لرئيس المجلس التشريعى الذى يشغل منصبه الآن عزيز الدويك، القيادى فى حركة حماس، لذلك فحركة فتح لا تريد أن يكون واحدًا من حماس رئيسًا للسلطة حتى وإن كان ذلك مؤقتًا، فبعد مهاجمتى بأن ياسر عرفات يعرف الصحيح قلت لهم إن عرفات ورطنا فى حروب خارجية وتدخل فى شؤون بلاد كثيرة مثل لبنان والأردن وسوريا، فضلا عن اتفاقه معنا بأن إسرائيل خطرة علينا فى مؤتمر مدريد٩١، إلا أنه ذهب إلى أوسلو سرًا دون مناقشتنا، وتمت الاتفاقية، لذلك هناك لغط كبير بيننا وبين سياساته، أما على المستوى بينى وبينه فعرفات اعتقلنى ٤ مرات، أفرج عنا عام ٢٠٠٠ فقط لإجبار إسرائيل على تحسين شروط التفاوض خاصة تنفيذ اتفاق أوسلو، من خلال عملياتنا الموجعة ضد الكيان الصهيونى.
■ ماذا عن تولى أفيجدور ليبرمان منصب وزير الدفاع الإسرائيلى، وكيف ستتعامل معه حركة حماس، وهل قدومه ينذر بكارثة فى المنطقة؟
- هذا رجل موتور وغير متزن وبلطجى وحارس عاهرات قديم فى كازينوهات موسكو، وجلب معه اليهود إلى فلسطين، فهذا الرجل نموذج للشعب اللقيط، وعن تهديداته لغزة أو إنذار بكارثة جديدة ستحل علينا، فهو رجل متطرف ولكن الآن حكومة إسرائيلية لن تستطيع كسر إرادة الشعب الفلسطينى وخاصة الغزاوى، فغزة تريد ضربها بقنبلة ذرية لتنتهى، وأقول له من مبدأ البلطجة السياسية «إذا كنت راجل تعالى على غزة نحن فى انتظارك».
■ نذهب لصفقة وفاء الأحرار، واللغط الذى حدث فى خروج أحد قادة كتائب القسام يحيى السنوار، ماذا قال لك عند خروجه وخاصة وأنت الذى كنت تظهر معه دائمًا، وهل تم تهديدكم من قبل شقيقه وأحد عناصر «القسام» محمد السنوار بأنه لن يسلمكم «جلعاد شاليط» إذ لم يضع شقيقه أول أسماء المفرج عنهم فى الصفقة؟
- يحيى السنوار من قبل اعتقاله وهو صديق شخصى لى، وكنا نقبض على الجواسيس سويا، وحتى خرج لم نوص باسمه فنحن نريد أن نوصى بأسماء جميع الأسرى ولكن من وضع اسمه هى اللجان الخاصة بالأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وبالنسبة لتهديد محمد السنوار لنا فهذا غير معقول، خاصة أن مصر هى من بدأت المفاوضات، بعد عدة جلسات مع وفد إيرلندى ليتم تحريك هذه الصفقة، وتم وضع السنوار رقم ٨٨ وليس الرقم ١ وعند خروجه وعدنى بتقديم المزيد من التضحيات للشعب الفلسطينى.
■ هل تتذكر أول طلقة ضربتها على إسرائيل وماذا فعلت عند إطلاق أول صاروخ على تل أبيب عام ٢٠١٢؟
- أنا لم أطلق طلقة على إسرائيل لأننى سياسى ولست عسكريا رغم أنى تعلمت إطلاق النار فى مصر، بعد حرب ٦٧ لأن الضباط المصريين كانوا يأتون إلى غزة قبل الحرب، وبعد الحرب كنت أنا فى مصر لدراسة الامتياز بكلية طب جامعة عين شمس، وكان الجنود المصريون يأخذون شباب الجامعات بمن فيهم الفلسطينيون ويعلمونهم إطلاق النار تحت مسمى «المقاومة الشعبية» فى منطقة المكس بالإسكندرية، ورغم كل هذا لم أطلق رصاصة على إسرائيل ولكنى أشرفت على عمليات ضد اليهود، وكانت أول عملية فى نفق تحت معسكرات الجيش الإسرائيلى على الحدود المصرية وقتما كانت إسرائيل تحتل غزة، وعن صواريخ تل أبيب تحدث ضاحكًا «أنا لم أتفاجأ لأننى من صناع القرار».
■ كيف قبلت حركة «فتح» الدخول فى لقاءات مصالحة مع حركة «حماس» رغم أن لديها ثأرا منكم؟ وما هو دور المكتب السياسى لحماس وكتائب القسام حال اتفاق حكومة وحدة وطنية؟
- الجهود السياسية المصرية والعربية من أجل إنهاء الانقسام لمصلحة الشعب الفلسطينى لذلك اتفقنا لاحترام الجهود الرامية لعملية المصالحة، أما عن دور كتائب القسام والمكتب السياسى حال الاتفاق، سيكونون فى مواقعهم وقراراتهم بأيدى المكتب السياسى لـ«حماس» فقط، ولكن حكومة الوفاق ستحكم الشارع ولكن لا مساس بكتائب القسام والمكتب السياسى، فكان هناك حركة تحرير جزائرية تحكم دون سيادة فى أراضيها وهذا ما ستفعله حكومة الوفاق.
■ من أشعل الفتيل عام ٢٠٠٦ بين فتح وحماس، فقتل من قتل وأصيب من أصيب لكن ما السبب منها؟
ـ حركتا فتح وحماس لديهما مشاكل مع بعضهما منذ زمن الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر، وملك الأردن حسين، لأن حركة فتح لم تكن ضمن منظمة التحرير، وشاركت بها عام ٦٩ وهيمنت عليها، وعام ٢٠٠٠ جاءت السلطة إلى غزة وحدثت اختلافات كثيرة، حتى وصلنا للعام ٢٠٠٥ وفزنا بانتخابات المجلس التشريعى، وبدأ التوتر منذ العام ٢٠٠٦ حين قرر الأمن الوقائى الانقلاب على حماس واتفقت المؤسسات بعدم العمل ليتم سقوطنا، ولكن حدثت مواجهة بين الفصيلين وحدث ما حدث.
■ كم مرة تعرضت لمحاولة اغتيال؟ وأيهما كانت موجعة لك؟
- ٤ مرات، والموجعة كانت عام ٢٠٠٣ حيث كنت أنا وزوجتى ونجلتى ونجلى خالد وفرد أمن لحمايتى، وكان خالد عائدا من الجامعة وما إن دخل إلى البيت تم قصفه وتمت إصابتى أنا وزوجتى ونجلتى وتم استشهاد نجلى خالد ومرافقى، رغم استشهاد نجلى حسام أيضًا ولكنه كان فى المواجهات المباشرة، أما خالد فاستشهد دون ذنب أمامى بأمتار قليلة ولم أستطع أن أعمل له شيئا.
■ أين العمليات الاستشهادية، لماذا لم نسمع عنها الآن أو نرها؟
- أولاً بسبب الحصار من جهة غزة، وبسبب التنسيق الأمنى بين السلطة وإسرائيل من جهة الضفة التى وصفها أبو مازن بالتنسيق المقدس، والتى دائمًا ما يجد الشباب المجاهدون صعوبة وعراقيل فى الدخول إلى تل أبيب ومن ثم عمل عمليات استشهادية موجعة، ولكن بعد تطور سلاح المقاومة أقول «ليش نعمل عمليات استشهادية ونحن صار لدينا ما يؤلم أكثر وهى الصواريخ».
■ أين حركة حماس فى الضفة من حركة حماس بـغزة؟
- حركة حماس بالضفة عليها مراقبة شديدة من السلطة ومن إسرائيل وأيضًا لن يستطيعوا التواصل معنا دائمًا مثل القيادى فى الحركة الشيخ حسن يوسف الذى كان دائم التواصل معنا، لذلك يتم اعتقاله كثيرًا، لكن أريد أن أقول إن روح البطولة بداخلهم ودائمًا ما يكونون جاهزين لأى بطولات.
■ ماذا عن الخلافات بين أحد أبرز قادة كتائب القسام، يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل حول إيران؟
- مسألة إيران علاقتنا معها تتعلق برؤيتنا ولا أخفى عليك بالفعل هناك خلافات حول العودة للدعم الإيرانى وعدم خسارته بيننا وبين القسام، ولكن لن نوقف التعامل مع إيران بسبب أنهم شيعة فهناك فى ماليزيا مثلا غير سنيين ويبلغ عددهم ٢٧٠ مليون مسلم غير سنى هل قطعنا العلاقات معهم؟! فنحن لسنا مرتبطين بمبدأ القومية، ولكن الخلافات بين المكتب السياسى والجناح العسكرى حول أن إيران تدعمنا ولكن لا تتدخل فى شؤوننا.
■ هناك من قال إن حماس كانت السبب فى صفقة وفاء الأحرار بالعودة إلى المختصين بشؤون الأسرى لمعرفة أعداد السيدات التى وصل عددهن إلى ٣٦ وتم الإفراج عن ٢٨ تم وضعهن من قبل حماس وكانت لا تدرى أن هناك سيدات أخريات بالسجون؟
- لا، هذا كلام غير صحيح، هناك لجنة داخل مصلحة السجون هى التى تحدد الأسماء الموجودة ونحن نختار من يخرج، خاصة أننا كنا مصرين على خروج أصحاب الأحكام العليا والنساء وكبار السن، فدعنى أقُل لك الذى حدد الأسماء المطروحة هم قيادة الأسرى الفلسطينيين.
■ حماس تمتلك الآن ورقة ثمينة وهى جنود أسرى؟ متى سنشهد صفقة تبادل، وهل هناك اتصالات سرية أو غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلى الآن؟
- لا نريد أن نطرح تفاصيل هذا الأمر على الإعلام، ولكن دعنى أقُل لك إننا نريد أن نبيض جميع سجون الاحتلال من أسرانا، ولابد أن يدرك العدو أن هناك ثمنًا لابد أن يدفعه للحصول على معلومات حول جنوده، ونتعامل الآن مع وسيط دولى للدخول فى عملية الصفقة الجديدة مباشرة ولكن لا نريد أن نطرح اسم الوسيط حاليًا إلا إذا تأكدنا من نوايا إسرائيل بالتفاوض حولهم.
■ بخصوص العلاقات مع مصر.. ما دلالة وصول وفد حماس رسميًا لأول مرة منذ عزل الإخوان عن الحكم إلى القاهرة خاصة فى وقت تم اتهامها رسميًا من وزير الخارجية بتواطئها فى اغتيال النائب العام المصرى هشام بركات؟
- أؤكد لك نحن أبرياء من التورط فى قتل النائب العام المصرى، والمخابرات المصرية تعرف هذا الأمر، ومن الممكن أن يكون أحد ما ورطنا ولكن لم نختر نحن اغتيال النائب العام بكل تأكيد مثل اتهامنا بتفجير كنيسة القديسين واتضح بعد ذلك أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى هو من قام بتنفيذ هذه العملية مثلما أفادت وسائل الإعلام المصرية وقت ثورة ٢٥ يناير، وعن الإخوان فالحكومة المصرية الآن تعلم أننا حركة تحرر فلسطينى وليس لنا علاقة بالإخوان المسلمين فى مصر فهم من يتحملون سياساتهم الداخلية وليست لنا علاقة بهم.
■ لماذا ترفض حماس المبادرة الفرنسية وهل فعلا تسقط حق العودة للاجئين؟
- المبادرة الفرنسية آلية جلوس لمفاوضات السلطة مع إسرائيل ولا تتحدث عن أى حقوق فلسطينية لذلك نرفضها، وتريد فقط المفاوضات من أجل المفاوضات ونحن نرفض أى مبادرة سلام مع العدو الصهيونى من حيث المبدأ.
■ هل يمكن لحماس أن تدخل مفاوضات مع إسرائيل بوساطة مصرية يوما ما، وما هى شروطها حال حدوث ذلك؟
- من حيث المبدأ مستحيل نجلس معهم فى لقاءات ثنائية، ولكننا جلسنا معهم مرتين، الأولى عند صفقة شاليط «وفاء الأحرار» بوساطة مصرية والثانية المفاوضات غير المباشرة لإنهاء حرب ٢٠١٤ على غزة.
■ هل هناك انفراجة لأزمة المفقودين من حماس فى سيناء؟
- تحدثنا فى اللقاء الأخير الذى جمعنا بالمسؤولين المصريين عنهم، ولكنهم قالوا لنا سنؤجل هذا الأمر، ونهتم بما يحدث على الأراضى، ووعدونا ببذل الجهد من أجل أن يعرفوا أين هم خاصة أنهم اختطفوا داخل الأراضى المصرية.
■ ما هى مطالب مصر من حماس بشأن معبر رفح، وهل تصر القاهرة على تسليمه للسلطة مقابل فتحه دائمًا؟
- نحن بادرنا بالاتصال بالإخوة فى مصر من خلال نائب رئيس المكتب السياسى موسى أبومرزوق، وتم الترحاب بعودة العلاقات، والذى طلبته مصر أن نقوم بتشديد الأمن على الحدود لمنع دخول وخروج الإرهابيين عبر الأنفاق، ونحن نفذنا بنود المبادرة المصرية قبل ذلك وسلمنا حكومة الوفاق لفتح ولكنها تريد أن تأخذ كل شىء «عالجاهز» ولا يريدون أن يتسلموا شيئا.
■ هل يمكن أن تشارك حماس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة حال تحقيق المصالحة؟
- هذا الموضوع ليس مطروحا للنقاش الآن، فهذا أمر متروك لظرفه، حين تجرى انتخابات بهذه الصورة التى نراها فى الضفة، حتى وإذا حدثت مصالحة فلن تكون هناك انتخابات للرئاسة لما نراه من فساد وتحكم إسرائيل على الوضع فى الضفة، وكل ما نريده قبل الانتخابات دراسة وتقييم الوضع لإجراء انتخابات حقيقية.
■ ما هى الشروط التى تضعها حماس من أجل إنجاح المصالحة الفلسطينية وما هى شروط فتح؟
- تنفيذ اتفاق القاهرة عام ٢٠١١ وبحث سبل المصالحة على أسسه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وتنفيذ برنامج وثيقة الإجماع الوطنى التى تعترف بدولة فلسطينية على حدود ٦٧ مع عدم الاعتراف بإسرائيل، مع تأسيس لجنة إدارية وقانونية كما نصت بنود اتفاق القاهرة لتقييم الموظفين لدى حماس من أجل تقييم وضعهم، وشروط فتح أنها لا تريد تسلم عبء موظفى غزة، ولا تريد العمل سوى ببرنامج منظمة التحرير الذى يعترف بدولة على حدود ٦٧ مع الاعتراف بإسرائيل، وأيضًا تسليم المعبر لحرس الرئيس دون أن يبذلوا أى جهد من أجل ذلك.
■ لماذا لم نر دعم حماس لانتفاضة السكاكين الأخيرة فى الضفة، وكيف تتغلبون على التنسيق الأمنى مع إسرائيل؟
- من قال هذا؟! حماس متواجدة فى الضفة، وندعم الشباب، ولكننا لا نعلم كيف يبدأ الشباب فى التنفيذ وكيف يجهزون على اليهود لأنها عمليات فردية ولم ترتقِ لانتفاضة وإنما هبة جماهيرية ولكننا مع كل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
■ ماذا تقول لمسار السلام منذ أوسلو؟
- مسار العار، تنسيق أمنى عار، اتفاقية عار.
■ وأخيرًا ماذا عن عدم ترشح رئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل عن رئاسة المكتب مرة أخرى؟ ومن هو البديل؟
- خالد مشعل دائمًا ما يقول ذلك ويتراجع عن كلامه، ولكن هذا الموضوع سنبتّ فيه، حتى لو رفض أن يترك المنصب سنتركه على راحته ولكنى أرى الأقرب للمنصب هو «موسى أبومرزوق».

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد