فسحة للرأي

20 ساعة مع الشرطة ..

رومل شحرور السويطي |
20 ساعة مع الشرطة ..

 كتب - رومل شحرور السويطي - أكثر من عشرون ساعة قضيتها وابني "سالم" الى جانب ما يقرب من مائة وثلاثون صحفيا وصحفية في كلية فلسطين للعلوم الشرطية بمدينة أريحا، تلقينا خلالها ضمن مشروع "الشرطة في عيون الإعلاميين" الذي نظمته نقابة الصحفيين ووزارة الإعلام، تدريبات عديدة وشبه متواصلة تحاكي الى حد ما التدريبات التي يتلقاها أفراد الشرطة بمن فيهم "الشرطة الخاصة". وكان التزام الصحفيين بشكل عام - من وجهة نظري- جيد جدا. شاركت شأني في ذلك شأن الزميلات والزملاء وغالبيتهم من جيل الشباب، في الطابور من الساعة الخامسة فجرا، ونفذنا أوامر المدربين من ضباط وأفراد الكلية، وتعرض بعض الزملاء لعقوبات خفيفة، وكان من بينهم ابني "سالم" الذي تعرض لعقوبة بسبب حديثه من غير إذن، والعقوبة كانت الهرولة لمسافات طويلة والضغط عشرات المرات "حتى صار لسانه طوله مترين"، ورغم قسوة العقوبة الا أنني شعرت بالسرور. كان قبولي تلبية دعوة النقابة ووزارة الاعلام وقيادة الشرطة للمشاركة في مشروع "الشرطة في عيون الإعلاميين" نابع من قناعتي الشخصية والمهنية بضرورة أن نعرف المزيد ليس عن مهنة الشرطة، وإنما عن طبيعة الحياة الداخلية لأبناء هذا الجهاز الهام جدا للمجتمع الفلسطيني، ومعرفة مستوى اداء المدربين في كلية فلسطين للعلوم الشرطية، ورغم أنني وزملائي لسنا من أهل الاختصاص في هذا المجال، إلا أنني كصحفي من المؤكد لدي رغبة بمعرفة المزيد عن هذا الجهاز، حتى أكون أكثر مهنية في التعاطي مع كافة المواضيع ذات العلاقة بالشرطة.

باختصار شديد، وبكل أمانة وشفافية وجدت خلال هذين اليومين أخلاقا عالية من ضباط وأفراد الشرطة، وانضباط شُرَطي أكثر من رائع، وحرص على زيادة الثقة بين الشرطة والمواطن، وهذا ما نعاني منه في مجتمعنا الفلسطيني. كما وجدت بأن التعب الذي يتعرض له الشرطيون لا يمكن أن يصبر عليه أي مواطن عادي، ومع ذلك لم نلحظ عليهم أي نوع من أنواع التذمر، ويقوم كل منهم الى المهام الموكلة إليه بكل همة ونشاط، وحين أتحدث عن هذا المشروع الرائد، فلا يمكن أن أغفل عن الجهد غير الطبيعي من المشرفين والمدربين وخاصة النقيب أحمد محيميد والنقيب أسامة عودة والمدرب خالد رمضان وزملائه. 

ومن أبرز ما لفت نظري، ذلك الدور المميز لإدارة العلاقات العامة والإعلام وخاصة الناطق الإعلامي باسم الشرطة الفلسطينية "المقدم لؤي ارزيقات " وكذلك المقدم امجد فراحته مدير العلاقات العامة في شرطة نابلس، وكافة زملائهم في هذه الإدارة التي تحاول جاهدة إيجاد حالة من التواصل الدائم بينها وبين المجتمع المحلي من خلال وسائل الإعلام، الى جانب سعة صدر إدارة كلية الشرطة إمام انتقاد الصحفيين وفي بعض الأحيان انتقادات قاسية لبعض تجاوزات أفراد الشرطة.
وكما هي الشرطة العين الساهرة، وهكذا نأمل أن تكون، سنبقى نحن الصحفيون العين المراقبة لأدائهم وأداء غيرهم من مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية، نقول للمحسن منهم أحسنت وللمسيء منهم أسأت، مع تمنياتي لهم بالمزيد من التقدم لخدمة شعبهم. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد