اخباريات: بعد انتهاء المدة الزمنية التي حددتها لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية لتسليم القوائم التي تنوي التنافس على انتخابات البلديات في أكتوبر المقبل، اتهمت حركة حماس، التي فضلت عدم النزول في قوائم تنظيمية، الأمن الفلسطيني بتهديد العديد من الشخصيات المستقلة التي كانت تنوي الترشح، وأجبرتها على العدول عن رأيها تحت الضغط، وهو ما من شانه أن يكون قد شكل خللا في خطط الحركة، تجاه دعم قوائم تنافس تلك التي رشحتها حركة فتح في الضفة الغربية.
وفي بيان أصدرته حركة حماس أعلنت أن القوائم بالضفة الغربية تعرضت لـ “حملات ضغط وتهديد ممنهجة ومركزة من قبل الأجهزة الأمنية وجهات معروفة الانتماء”، وقالت حماس ان هدف هذه التهديدات كان منع تسجيل أكبر عدد ممكن من القوائم المنافسة لحركة فتح.
وبشكل صريح أعلنت حركة حماس ان تلك التهديدات نجحت في منع ترشح وانسحاب كثير من القوائم في مختلف محافظات الضفة.
وأكدت أنها رغم ذلك لن ترضخ لحملات التهديد والضغط الساعية إلى إفشال الانتخابات المحلية، وأنها ماضية في استخدام “كل أوراق وعناصر القوة” من أجل إنجاح هذه الانتخابات وتقديم واختيار الأصلح وصاحب الكفاءة، بما يخدم الشعب ويعزز صموده ويقوي وحدته ويتصدى لمخططات الاحتلال.
وأوضحت في بيان تفصيلي حول تهديد القوائم الذي أعلنت عنه أن التجاوب الكبير واللافت الذي لمسته الحركة من قبل الكفاءات وأصحاب الخبرات في التآلف معها بالقوائم المهنية، يؤكد أنها ما زالت حاضرة وبقوة في قلوب الجماهير وما زالت محتضنة ومساندة من قبل أبناء شعبها، بالرغم من المنع والقمع والتضييق والملاحقة والتشويه الذي تتعرض له منذ سنوات طويلة.
ونوهت الحركة إلى أهمية رصد وتوثيق الانتهاكات التي جرت خلال فترة الترشيح وتسجيل القوائم، داعية الجهات المعنية كافة وعلى رأسها اللجنة المركزية للانتخابات، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة تلك التعديات، والعمل على ضمان استكمال مراحل العملية الانتخابية في أجواء من النزاهة والحرية.
وأثنت على رؤساء القوائم المهنية وأعضائها التي رفضت التجاوب مع الضغوط والتهديدات، وأصرّت على حقها في الترشح وقيادة المرحلة المقبلة، مقدمة مصلحة أبناء شعبنا على سلامتها الشخصية.
وفي هذا المجال أعلنت حماس أنها لا تزال تتدارس دعم القوائم “الأكثر كفاءة ومهنية” في المواقع التي حالت الضغوط دون تشكيل قوائم انتخابية فيها، وأنها ستعلن رسمياً القوائم التي قد تدعمها في تلك المواقع.
وقد باركت حركة حماس كل أشكال التوافقات الوطنية والمهنية والعائلية التي تشكلت في عشرات المواقع، وطالبت حركة فتح إلى التوقف عن سياسة تبني تلك القوائم، التي تعتبر إنجازاً للكلّ الوطن وليس لفصيل بعينه.
ونبهت إلى أن التدخل الأمني تعدى القوائم المدعومة من الحركة، إلى قوائم وتحالفات مدعومة من عدد من الفصائل، وأخرى مشكلة ومدعومة بتوافق عائلي.
ونوهت الحركة إلى أنه بجانب تهديدات السلطة، فقد تدخل الاحتلال وهدد واستدعى رؤساء ومرشحين للقوائم في مختلف المحافظات، وخصوصا في مدينة الخليل، ما تسبب في منع مشاركة قوائم مدعومة من الحركة في تلك المناطق.
وأكدت أنه رغم كل ما جرى من انتهاكات في الضفة، تمكنّت القوائم الانتخابية كافة في قطاع غزة، بما فيها حركة فتح، من استكمال إجراءات التسجيل والترشح والإعلان بكامل الحرية دون أي تدخلات.
وشددت حماس على حق الشعب في اختيار من يمثله دون ضغط أو تهديد، وطالبت السكان والقوى الحية لحماية هذه العملية الانتخابية والعمل على إنجاحها ودعمها.
وقد أغلق باب الترشح مساء الخميس الماضي، ولم يعد بالإمكان ترشح قوائم جديدة لخوض انتخابات البلديات يوم الثامن من شهر أكتوبر المقبل.
وظلت حركة حماس التي قررت دعم قوائم برلمانية بعيدا عن طرحها هي بمفردها هذه القوائم في عدة مدن وقرى، الطلب من المرشحين عدم الخضوع للتهديدات، كما ظلت تدعو المستقلين والكفاءات والشخصيات الاعتبارية إلى تشكيل قوائم مهنية من أجل دعمها.
وقبل صدور البيان الجديد لحماس كان النائب عن الحركة في الضفة باسم الزعارير، دعا المرشحين كافة الذين سجلوا إلى المشاركة في الانتخابات البلدية القادمة إلى الثبات على مواقفهم وحقهم في الترشيح، وعدم الاستجابة للضغوط بالانسحاب.
ويأتي التصريح هذا للنائب عن حماس، في ظل توقعات بانسحاب العديد من المرشحين والقوائم في الفترة المقبلة.