تقارير وتحقيقات

مواطنون من "بيتا" يشتكون من عدم انتظام وصول المياه الى بيوتهم منذ 100 يوم

|
مواطنون من "بيتا" يشتكون من عدم انتظام وصول المياه الى بيوتهم منذ 100 يوم

اخباريات/ رومل شحرور السويطي:  اشتكى عدد من سكان المنطقة الشرقية لبلدة بيتا جنوبي نابلس من نقص مياه الشرب، مطالبين بلدية بيتا العمل على إيجاد حل جذري لمشكلتهم. وقال المواطن رائد جبالي شريدة، الذي قدم لـ "الحياة الجديدة" عريضة موقعة من ثمانية وأربعين مواطنا يشكلون غالبية المتضررين من نقص المياه، قال إنه يسكن منطقة "ظهرة أبو ياسين" في المنطقة الشرقية لبلدة بيتا، وأنه يعاني من مشكلة عدم انتظام وصول المياه إلى بيته منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر ونصف، موضحا بأنه وغيره من المتضررين كانوا قد تواصلوا مع فني المياه في البلدية لأكثر من مرة، كما تواصلوا مع رئيس بلدية بيتا واصف معلا، الذي طالبهم بوضع مولد كهرباء مع خزان لرفع المياه إلى الخزانات الرئيسة على أسطح المنازل، موضحا أنه وعددا من المتضررين قاموا بشراء الخزانات والمولدات وتوابعها بكلفة تقدر بحوالي 1200 شيقل لكل "اشتراك" على نفقة صاحبه الخاصة، مؤكدا أنه حتى اللحظة ينتظر وصول الماء إلى الخزان الجديد جانب الحنفية، مؤكدا انه منذ ذلك التاريخ وصلت كمية المياه الى أقل من كوبين فقط. وقال إنه قام بالاتصال بعد ذلك على فني المياه المختص، فأخبره أنّ بلدية عقربا قامت بتغيير القفل، وتنصلت من الاتفاق المبرم مع بلدية بيتا القاضي بتزويدها بنحو سبعين كوباً يومياً، وتساءل شريدة قائلا "لماذا أكون جزءا من خلاف بين بلديتين ويتم حرماني وجيراني من المياه بسبب هذا الخلاف؟" حسب قوله.  وأضاف بأنه قام بالتواصل لاحقا مع عضو البلدية فؤاد معالي الذي أحضر مشكوراً صهريج مياه، وزعه على الذين يعانون من انقطاع المياه، وهم كثر، مع العلم أنّ البلديات السابقة كانت تحل مشكلته بتزويده من خط مصنع ينابيع، وهذا ما يرفضه رئيس البلدية الحالي لأسباب يجهلها. وأشار شريدة الى أنه عقد اجتماعا مع البلدية قبل نحو أسبوعين بحضور عدد من المتضررين، وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق مع رئيس البلدية بتزويد كل متضرر بأربعة أكواب مياه بواقع عمليتي ضخ أسبوعيا لكل اشتراك مياه، وقامت بنشر تعميم على سكان المنطقة الشرقية بهذا الخصوص، لكن البلدية حلّت جزءا من المشكلة، ولم تحل المشكلة جميعها، وبقيت مشكلة "شريدة" وبعض جيرانه قائمة، مشيرا الى أنه حاول التواصل لاحقا مع رئيس البلدية، إلا أنه لم يرد على الاتصالات الهاتفية بالمطلق. وأضاف شريدة بأنه وللإنصاف فقد قامت البلدية أمس الأول بإرسال صهريج مياه سعته ثلاثة أكواب الى بيته، لكن المشكلة تبقى قائمة، حسب تعبيره. وناشد شريدة الجهات ذات العلاقة بالعمل على المساهمة في حل مشكلة عدم انتظام وصول المياه الى المنطقة الشرقية.


البلدية ترد
من جهته، قال رئيس بلدية بيتا واصف معلا لـ "الحياة الجديدة" أن مشكلة نقص المياه بشكل عام موجودة عند الجميع، موضحا أن الجانب الإسرائيلي يتعمد قطع المياه عن البلدة بشكل شبه يومي كوسيلة ضغط سياسي لا تخفى على أحد، ويبدو أن بعض المواطنين لا يتفهمون هذا الأمر. وأشار الى أن المنطقة الشرقية لبلدة بيتا تتلقى المياه من "خط عقربا" بعد توقيع اتفاق بين بلدية بيتا وبلدية عقربا على تزويد الأولى بحوالي 50 كوب يوميا.
وأضاف بأن "مجهولين" قاموا خلال الشهرين الماضيين بتخريب خط المياه "خط عقربا" وكسر المحابس، مما نتج عنه تعطيل وصول المياه الى المواطنين، وقد تكررت عمليات التخريب أربع مرات، وأضاف بأن البلدية حاولت ضبط ومراقبة خطوط المياه، كما أبلغت الجهات الأمنية بهذه الاعتداءات، وبموازاة ذلك، تكررت شكاوي سكان المنطقة الشرقية العليا رغم علمهم بأسباب عدم انتظام وصول المياه الى منطقتهم، وأضاف معلا أن البلدية قامت خلال الشهرين الماضيين بتوزيع صهريج مياه على نفقتها الى معظم المتضررين، وأشار الى أنه ورغم وصول المياه الى حنفيات غالبية المتضررين، إلا أنهم استمروا بالتذمر وتقديم الشكاوي، منوها الى أن ضعف المياه يحول دون وصول المياه الى أسطح المنازل، وقد طالبتهم البلدية بتوفير خزانات ومولدات لرفع المياه إليها، لكنهم رفضوا، وقال بأن البلدية عرضت عليهم ان يدفعوا نصف أجرة مياه الصهاريج والنصف الثاني تتكفل به البلدية، موضحا بأن غالبيتهم وافقوا، لكنهم استمروا بالتذمر وتقديم الشكاوي. معربا عن توقعه بأن بعضهم يبدو أنه يريد أن تصل المياه الى بيته مجانا.
وفيما يتعلق بمصنع "ينابيع" للمياه و"عين عوليم"، قال معلا أن البلدية كانت تبيع مياه العين الى الأهالي بواقع عشرة آلاف شيقل سنويا، وبعد إقامة المصنع، باعت مياه النبع بقيمة مئة ألف شيقل سنويا، موضحا بأن هذا المبلغ الى جانب جزء من أرباح المصنع يصب في موازنة البلدية، مشيرا الى أن حصة البلدية في المصنع هي 700 الف دولار من أصل 2 مليون ونصف دولار، وتساءل معلا "هل يريد بعض هؤلاء المتضررين أن يحرموا موازنة البلدية من هذه المبالغ التي تصب في النهاية لمصلحة البلدة، من أجل رفضهم شراء خزان ومولد مياه سعره لا يتجاوز الألف شيكل؟". وناشد معلا المواطنين وخاصة سكان البلدة بضرورة مراعاة النزاهة في طرح قضاياهم وإنصاف البلدية التي تعمل ليل نهار من أجل مصلحة البلدة، داعيا إياهم الى عدم إهدار المياه، وكذلك الاعتماد على الذات في بعض المسؤوليات التي يمكن للمواطن أن يقوم بها، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها جميعا، وليس وضع كل المسؤوليات على كاهل البلدية.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد