اخباريات فلسطينية

مشعل: في العام 2017 سأكون الرئيس السابق لحماس .. ما تمتلكه القسام من سلاح اليوم أضعاف ما كانت تمتلكه سابقا

|
مشعل: في العام 2017 سأكون الرئيس السابق لحماس .. ما تمتلكه القسام من سلاح اليوم أضعاف ما كانت تمتلكه سابقا

اخباريات:  أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، عن عزم الحركة إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي قائلاً إنه "سيكون الرئيس السابق لحركة حماس، وسينتخب رئيس جديد العام القادم". واكد مشعل ان  ما تمتلكه كتائب عز الدين القسام من سلاح اليوم هو أضعاف ما كانت تمتلكه خلال معركة العصف المأكول في غزة قبل عامين ورغم الحصار المفروض منذ 10 سنوات.

جاء ذلك في جلسة حوارية أجراها "مركز الجزيرة للأبحاث والدراسات" شارك فيها مشعل مع نخبة من المثقفين، وبُثت مجرياتها على قناة "الجزيرة مباشر"، مساء السبت.

ويتزعم مشعل (60 عاما) حماس منذ عام 1996، وأعيد انتخابه مرة أخرى لتولي رئاسة المكتب السياسي في الانتخابات الداخلية الأخيرة عام 2012.

تأثير وتأثر
وفي موضوع الندوة، أكد مشعل أن حركة حماس تأثرت من أحداث الربيع العربي، وما تبعها، كما أثّرت أيضًا وكانت ملهمة للشعوب في مواجهة القمع.

وقال: "حماس تأثرت بالتحولات التي أفرزتها ثورات الربيع العربي، وربما كان فوزنا في انتخابات 2006 خطوة مبكّرة في حالة الربيع العربي، وما واجهته من ثورة مضادة".

واستعرض القيادي الفلسطيني واقع المقاومة قبل الربيع العربي، وبعده، ثم في ظل الثورات المضادة، موضحا أنها (المقاومة) كانت في وضع مريح شكلًا، وسهل الفهم، في مرحلة ما قبل الربيع العربي، مشيرًا إلى أن محوري الممانعة والاعتدال كانا واضحين، مع قرب قطر وتركيا من المحورين.

وأشار إلى أن مرحلة الثورات شهدت نجاحات سريعة، وأعطت إشارة إلى أن هذا الحراك داعم للمقاومة، وهو ما دفع حماس للاستبشار بذلك، والاستفادة منه سياسيًا، وفي دعم خيار المقاومة أيضًا، وإيجاد الظهير لها.

وأكد أن عدوان 2012 كان مثالًا واضحًا لحالة الظهير الداعم للمقاومة، حينما وقفت مصر وتركيا وقطر للاستفسار عن شروط المقاومة لوقف الحرب، وكان الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" وليس على المقاومة.

وقال: "كانت الحرب قصيرة ونموذجية في أهدافها التي تحققت عندما تجد المقاومة ظهيرًا عربيًا".

وشدد على أن حماس لم تحصر نفسها بمحورٍ، وقال: "طرقنا باب الجميع، بما في ذلك دول الاعتدال؛ لأننا نؤمن أن قضية الأمة لا بد أن تكون فلسطين، وأننا لسنا جزءا من التقسيمات في المنطقة".


محددات التعامل مع الثورات
وأشار إلى أن حماس "نصحت بعض أصدقائها في دول الممانعة، وبعض الحركات الإسلامية بأن تحسن قراءة وتقدير الموقف"، لافتا إلى أن حركته صاغت خلال تلك المرحلة موقفها بمحددات ثابتة أبرزها أنها حركة مقاومة تعمل في فلسطين لمقاومة الاحتلال، وتسعى للمحافظة على القضية عنوانًا جامعًا للأمة، مع عدم التدخل في الصراعات.

وقال مشعل إن حركة حماس: "بقيت على نفس سياسة عدم التدخل عقب الربيع العربي، وحرصنا على محاولة التخفيف من الاستقطاب الطائفي رغم إدراكنا لمعاناة الشعوب من التأطيرات الطائفية والتدخلات الخارجية".

وأضاف "لكن ذلك كان مع وضوح موقفنا المبدئي والأخلاقي مع الشعوب وحقوقها وتطلعاتها، ومع وحدة الأمة ومصالحها".

وأضاف: "ندير علاقتنا السياسية بدقة وحذر، وفق معادلة جمعت بين مصلحتنا وضروراتنا كحركة مقاومة من جهة ومبادئنا وقيمنا الأخلاقية من جهة أخرى، مستدركًا أنه "إذا تعارضت المصالح والمبادئ انحزنا لمبادئنا، وهو ما حدث في بعض المناطق حينما أراد البعض أن ندخل ضد الشعوب".

الثورة المضادة

وتطرق مشعل إلى مرحلة الثورة المضادة، لافتا إلى أنها شهدت ظواهر خطيرة، إذ "تحول الصراع السياسي لقتل واستقطاب طائفي وتطرف وقمع للديمقراطية، مع خطط لأنظمة إقليمية ودولية لتوظيف ظاهرة التطرف لخدمة أجندتها وإشغال الشعوب"، فيما اتسمت هذه الفترة، بالتدخل الخارجي، وظهور مشاريع التقسيم، وعودة التطبيع مع "إسرائيل"، والاستقواء بها.

وقال: "إسرائيل مرتاحة، وقضية فلسطين أصبحت مهمشة، لا بل هناك محاولة لخفض السقوف الفلسطينية كطرح التطبيع قبل التسوية ودفع فواتير لصالح إسرائيل لخدمة البعض، ومحاولة خلق قيادة فلسطينية جديدة، وتأجيل الانتخابات، إذا كانت تخدم الإسلاميين وتدعم شرعية المقاومة، وكان المزيد من الحصار لحماس".

الالتفات للذات

وقال مشعل: إن حركة حماس نجحت في التعامل مع المرحلة من خلال الالتفات إلى الذات والصمود وإيجاد البدائل للمقاومة، مؤكدا "ما لدينا من سلاح أضعاف أضعاف ما كان لدينا في مراحل أسهل، وما كان لدينا في العصف المأكول قبل عامين".

وبين: "حماس تعاملت في مرحلة الربيع العربي بالالتفات للذات. بالحرص على ترتيب البيت الفلسطيني، كما أنها تنازلت لاحقا عن الحكومة وأصبح أبو العبد (إسماعيل هنية) رئيس وزراء سابقًا".

وتابع مشعل: "حين زاود البعض في الانتخابات (البلدية) قلنا مرحبا رغم أنه أخذ دون مشاورتنا، وعندما قررنا المشاركة أجّلوا الانتخابات".

أخطاء الإسلاميين وحماس
ورأى مشعل أن الاختبار الحقيقي للإسلاميين في دول الربيع العربي كان بكيفية بقاء التمسك بالديمقراطية والاحتكام لنتائجها "حتى وإن رأوا سياسية الاقصاء لهم، وعدم الاعتراف بهم، وأن يبقوا حريصين على الشراكة حتى إن ملكوا الأغلبية".

وأشار إلى أن الإسلاميين وقعوا في خطأين خلال مرحلة الربيع العربي، أولهما المبالغة في تقدير الموقف بالنسبة للواقع، وسلوك القوى المتضررة من الربيع على المستوى المحلي والإقليمي.

ورأى أن ذلك كان بسبب قلة الخبرة، وغياب المعلومة الدقيقة، والوقوع في فخ تضليل الطرف الآخر، والمبالغة في الرهان على القوى الذاتية.

أما الخطأ الثاني، فهو خلل ونقص في التعامل مع شركاء الوطن، مضيفًا "ثبت بالتجربة العملية أن الأغلبية في الصناديق مهمة لكنها لا تكفي للانفراد بالقرار والمؤسسات".

إقرار بالخطأ ودعوة للشراكة
وأقر مشعل باقتراف حركته أخطاء في تجربتها، قائلاً: زارني عضو مركزية في حركة فتح أثناء تواجدنا في دمشق، وقلت له، أخطأ لما ظننا أن زمن فتح ولّى وأننا البديل، وأنتم أخطأتم عندما تعاملتم مع حماس بأنها يمكن أن ترضى بنظام الكوتة وأنه لا حاجة للشراكة معها".

وأضاف "لقد استسهلنا أن نحكم وحدنا. ظننا أن ذلك أمر ميسور، واكتشفنا أن ذلك ليس سهلا. نظرية البديل نظرية خاطئة، المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق".

واستدرك "وقعنا في أخطاء، لكننا حققنا منجزات وقدمنا نماذج غير مسبوقة في خوض الحصار والحروب والبقاء قريبًا من شعبك أثناء الحصار".

وشدد على أن الأولوية يجب أن تكون نحو الشراكة وليس البديل، قائلاً: "بعد الاقتراع الحر نذهب للشراكة والتوافق الوطني سياسيا ووطنيا".

وأضاف "تعالوا نطبقه في فلسطين، حماس لا تنفرد بقرار الحرب، وفتح لا تنفرد بقرار التسوية لا برنامجي ولا برنامجك إنما برنامجا مشتركًا".

نموذجان لحماس
وقال مشعل في مداخلته: "حماس هي حركة مقاومة، وحركة تحرر وطني معركتها الأساسية ضد الاحتلال، هي ضد الاحتلال، لكن بلا شك هي ذات فكر إسلامي، ولها أداؤها السياسي".

وتابع: "تجربة حماس كانت ملهمة للدول العربية. حماس قدمت نموذجين للأمة؛ المقاومة والبطولات ثم النموذج الشعبي. كيف يواجه الطفل الدبابة، حيث أدى إلى إعطاء نموذج بإمكانية مواجهة القمع والسلطات".
وختم معل: "أرى أننا في هذه المرحلة محتاجون إلى القراءة الدقيقة لواقعنا، وأن نطور أنفسنا في الفكر والسياسية والتنظيم، وبقدر حرصي على التطوير بقدر مقتي للخضوع الآخرين وتمييع المواقف".

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد