تقارير وتحقيقات

رند تبكي "النجاح"

|
 رند تبكي "النجاح"

 كتبت - ولاء أبو بكر - يوم الخميس الماضي، دق جرس المنبه عند الساعة الخامسة فجرا، ايقظ رند سمير من نومها لتبدأ يومها كالعادة بصلاة الفجر وكما باقي الأيام تهم على صديقاتها في سكنها بالقرب من الجامعة لتوقظهن لتأدية صلاة الفجر، لتنهي صلاتها وتهم لدراسة امتحانها.

تناولت فطورها مع صديقاتها في السكن ودعتهن بابتسامة طفولية رسمت على شفتيها، توالت الخطوات سريعا لتصل لمحاضرتها في كلية القانون بجامعة النجاح، تلقي سلامها على كل المارة بكلمات متفائلة بسيطة ممزوجة ببسمة رائعة.
انتهت المحاضرة ودقت ساعة الوداع، لتخرج رند من قاعة المحاضرة ، دقات قلبها تتسارع وضيق في التنفس حتى وقعت أرضا، جاءت سيارة الاسعاف لتقلها لمستشفى الجامعة لتعم الدهشة والصدمة على وجوه صديقاتها لتتناقل الأخبار فورا ان رند اصيبت بجلطة دماغية وتعاني من نزيف، لم ينته ذلك اليوم العصيب على جميع احبائها، الذي تكللت سماؤه بالدعاء لرند بالشفاء، لكن قضاء الله وقدره شاء أن يحدث حتى وافتها المنية مساء الخميس الماضي.
رند سمير الشيخ (19 عاما) من بلدة دير الغصون قضاء طولكرم، الطالبة في كلية القانون في جامعة النجاح، الفتاة الأكبر بين اخواتها والمدللة في العائلة، لم تكمل عامها العشرين بعد ولم يبق على عيد ميلادها سوى شهرين، تعرف بين زميلاتها أنها متفوقة وخلوقة ومبتسمة ومتفائلة ولا مكان للحزن في قلبها ولا تقبل بوجوده في قلب أي من زميلاتها.
هدوء يعم أرجاء كلية القانون، أصوات بكاء تعلو المكان على فقدانهم لتلك الروح الطفولية البريئة.
مرام عتيق طالبة في كلية الإعلام واحدى زميلات رند في سكنها تصف حبها لها بكلمات خالطتها الدموع قائلة: "لم تكن رند تعاني من أي مرض، وكالعادة قبل وفاتها بيوم تناولنا طعام العشاء جميعنا، لم نشعر أن هناك تغيرا طرأ عليها، كانت تتحدث كثيرا عن شوقها للذهاب إلى منزل عائلتها بعد غيابها عنهم مدة طويلة بسبب دراستها للامتحانات".
وتضيف عتيق: "عند رؤيتها لأحدنا يبكي أو عابسا لا تتركه قبل أن ترسم على وجهه ابتسامة تفاؤل وحب للحياة، كانت كثيرا تطلب مني أن التقط لها بعض الصور وتحدثني عن حبها للإعلام، وعن طموحها في إكمال درجة الماجستير في القانون".
"التقطت لنفسي صورة وأنا بثوب المحاماة ورفعتها على حسابي على الفيسبوك، وعندما رأتها رند طلبت مني أن أجلبه لها في اليوم التالي لأن حلمها أن ترتديه وتتصور به، ولكن كانت الأيام تلهيني كثيرا عن تلبية طلبها"، بهذه الكلمات عبرت رشا خضر الطالبة في كلية القانون عن ندمها لعدم جلبها ثوب المحاماة لصديقتها المتوفاة رند.
فراس الوزني الطالب في كلية الاعلام يقول "لم يسعفني القدر أن أتعرف على تفاصيل حياتها وسر بسمتها الطفولية كثيرا، لكن أذكر أني صادفتها مرتين أو ثلاثا، وأكثر ما كانت تطلبه رند كباقي الفتيات هو أن التقط لها بعض الصور لشدة حبها للتصوير".
الدكتور في كلية القانون فادي علاونة يتحدث بصوت يملؤه الحزن: "رند هي الفتاة المؤدبة الخلوقة التي لم يشهد لها أنها أثارت الإزعاج في أية محاضرة، تلك الفتاة الطموحة البريئة التي لطالما كانت تسألني دائما عن واقع المحاماة في فلسطين".
يتابع علاونة وحشرجة تملأ صوته الخافت "كان وقع الخبر عليّ كفاجعة كبيرة، بعد وقوعها بالكلية وأخذها للمستشفى جئت للكلية وجميع الفتيات تبكي، وعند سؤالي لهن علمت بالقصة، لكن لم أكن أتوقع أن الأمر بهذا السوء، لقد كانت فتاة أكثر من رائعة، رحمها الله".

* المصدر: صحيفة الحياة الجديدة
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد