القاهرة: قالت الكاتبة نوال السعداوي إن كلمة ” لماذا ” محرمة في التعليم كله وليس الطبي فقط ، مشيرة الى أن السؤال لماذا في ثقافتنا العربية والاسلامية يقود العقل الى الاسئلة المحرمة أو الكفر.
وأضافت السعداوي في مقالها بالأهرام اليوم بعنوان ” ثقب في جدار العقل ” أنه منذ الولادة وحتى الموت لا نتعلم أن نسأل : لماذا أنا مسلم أدخل الجنة وزميلي قبطي يدخل النار؟
لماذا أخرج وألعب من أصدقائي وأختي تبقى بالبيت تطبخ وتكنس ؟ لماذا ترتدي أختي الحجاب وأنا لا أرتديه ؟ لماذا يحق لي تأديب زوجتي بالضرب ولا يحق لها تأديبي بالضرب ؟ .
وتابعت السعداوي :
” لماذا لماذا يحق لي الزواج بامرأة قبطية ولا يحق لأختي الزواج بقبطي؟”.
وتابعت السعداوي تساؤلاتها :
” لماذا لا يفتح التعليم الطبي عقول الاطباء ؟ لماذا لا تفتح العقل علوم الطب ؟ تشريح الجثث والباثولوجي والبيولوجي والسيكولوجي والجراحة والأمراض الباطنية وغيرها؟”.
ونعت السعداةي على الأطباء أنهم لا يدرسون التاريخ لمعرفة أسباب الأمراض الجسمية والنفسية وربطها بالأمراض السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والاخلاقية .
وأضافت” :يتعلم الاطباء جراحات الختان دون أن يتعلموا لماذا يتم اجراؤها بمثل ما يحفظ رجال الدين النصوص والآيات دون أن يتعلموا مقاصدها وأسباب تنزيلها ” .
وأثنت السعداةي على قرار إلغاء خانة الديانة من سجلات جامعة القاهرة ، مشيرة الى أنه قرار طبيعي عاقل يتسق مع العدل والدستور وجوهر الأديان ، داعية الى الغاء جميع خانات التمييز على أي أساس ديني وجنسي وطبقي وعرقي وعقائدي من جميع شهادات الميلاد وبطاقات الرقم القومي وجوازات السفر وغيرها من الأوراق الرسسمية .
واختتم مقالها قائلة :”عشنا قرونا على ما درج عليه الأسلاف ، لم نتحرر من العقلية الأبوية الذكورية رغم الثورات ، ما أن تقوم ثورة لتفتح ثقبا في الجدار ن حتى يأتي حاملو الحجر والزلط والأسمنت ليسدوا الجدار ” .