فسحة للرأي

ويح بني فتح

حافظ البرغوثي |
ويح بني فتح

 كتب - حافظ البرغوثي:  عائد الى قريتي ليلا بعد الجلسة المسائية للمؤتمر العام لحركة فتح، فوجئت بناقلات اسرائيلية تنقل بيوتا جاهزة وتدخل مستوطنة "حلميش" المقامة على ارض النبي صالح ودير نظام، فمنذ بدء موجة الحرائق أغلق الاحتلال الطرق الى منطقتنا ويقال ان عددا من بيوت المستوطنة احترقت بعد الحريق الذي شب فيها لأن الشركة التي تبني بيوتا اقتلعت اشجارا من الغابة الصنوبرية القديمة لتبني بيوتا لذلك وصلتها النيران، ولا اعلم ان كانت مفتعلة او بفعل تراكم الكهرباء في الجو بفعل انخفاض الرطوبة  والبرودة  وهي ظاهرة فيزيائية معروفة. عموما سمعنا في الجلسة المسائية  خطبا من وفود عربية واجنبية تدين الاستيطان بقوة  وتطالب بتجسيد الدولة، واعجبني جدا خطاب مندوبة الحزب الاشتراكي في السويد  فيرونيكا بالم التي تفانت في فهم قضيتنا وتفاصيلها وقالت على لسان وزيرة خارجية بلادها عندما سئلت عن ان اعتراف بلادها بالدولة  جاء  في غير آوانه  "لا بل جاء متاخرا". اما مندوبة  الشين فين في ايرلندا ورئيسة لجنة فلسطين في البرلمان الاوروبي مارتينا  اندرسون  فقد مست  موضوع الاسرى لأنها كانت اسيرة لمدة 13 سنة ونيف وقالت انها ما كانت لتخرج  لولا الجهودالخارجية التي بذلت خاصة من جنوب افريقيا مشيرة الى القائد مروان البرغوثي حيث صفق الحضور له بقوة لأنها الوحيدة التي اشارت اليه على المنصة بينما صمت رفاقه الألداء، ولا اعلم من هو العبقري الذي بث مقطعا عن الأسرى وأظهر صورة القائد الصابر كريم يونس الذي يستحق القيادة لكنه تجاهل عضو المركزية ابو القسام. ومما اعجبني ايضا كلمة ايمن عودة وهو يقول نحن ام الولد والكرمل كرملنا وشكر السيد  الرئيس على ارسال الإطفاء الفلسطيني الى الكرمل وذكر مقطعا مؤثرا من شعر الكبير محمود درويش عن الكرمل، واختتم بعبارة من الكبير الكبير ابو عمار الذي قال  أني ارى في نهاية النفق مآذن القدس وكنائس القدس.  وابرز الحضور التضامني العربي والدولي من الوفود مدى قدرتنا على العمل ان عملنا من اجل إنضاج الإعتراف بدولتنا.

 واليوم بعد كلمة الرئيس المنتظرة سيكون النقاش حول البرنامج السياسي والنظام الداخلي لكن من القراءة  لبعض الصفحات  لدي بعض التحفظات حول تغيير بعض البنود ومناقشة ذلك ليست هنا، إلا ان ما  يجب تفاديه هو ضرورة ان يكون هناك في لجنة الصياغة من هو قانوني اولا ومن يتقن الفصحى لوجود اخطاء لغوية يجب تصحيحها .
يقول التاريخ ان احد اعيان بني هاشم توفي في زمن الخليفة ابو جعفر المنصور وكانت العادة ان يلقي احد الحضور قصيدة رثاء مشهورة في بيت العزاء، ولما بحثوا عن حافظ لها لم يجدوا احدا يحفظها فقال الخليفة "ويح بني هاشم لم يعد فيهم من يحفظ قصيدة! واقول ويح بني فتح لم يعد بينهم من يتقن العربية الفصحى الا القلة. فأرجعوا الى الرئيس او الى ابو النجا او الى الطيب عبد الرحيم او الكتاب والشعراء في المؤتمر او اطلبوا العربية ولو في الصين فالمندوب الصيني الذي قرأ رسالة الحزب الشيوعي الصيني وعدد اعضائه 88 مليون عضو قرأ البيان بالتشكيل اللغوي الدقيق. 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد