تقارير وتحقيقات

المخرجة الفلسطينية امتياز المغربي تشكو لـ "اخباريات" إهمال الجهات الرسمية في دعم "المُخرِجات"

|
المخرجة الفلسطينية امتياز المغربي تشكو لـ "اخباريات" إهمال الجهات الرسمية في دعم "المُخرِجات"

 كتبت - سالي عبد الحق:  "عندما ترغب في شيء ما فان الكون بأسره يطاوعك على القيام بتحقيق رغبتك "،  باولو كويلو من كتاب "الخيميائي"

هي إحدى الإعلاميات اللواتي شققن طريقهن بأنفسهن دون أي مساعدة احد، واعتمدن على إرادتهن وطموحهن في إلقاء الضوء على ابرز القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية لا سيما تلك التى تخص قضايا المرأة والطفل، بالإضافة الى توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومعاناة الشعب الفلسطيني، وغيرها من القضايا التي تخص المجتمع ودراسته من نواحي متعددة .
امتياز المغربي مخرجة وإعلامية، هي فلسطينية تقطن في مدينة رام الله، من مواليد نابلس، وتعرف نفسها بأنها لاجئة فلسطينية من بلدة سلمة قضاء يافا في الداخل المحتل، وهي من مواليد مخيم بلاطة للاجئين بمحافظة نابلس، كما أنها تحمل بطاقة الأونروا الخاصة بقطاع غزة، وقد درست الاقتصاد من جامعة القدس المفتوحة .
 
بداية المشوار
اختارت منذ الصغر دراسة الصحافة وعملت على الوصول لهذا الطموح فوجدت ان لديها القدرة على الكتابة، فبدأت مشوارها الصحفي بعملها موزعة وكاتبة في جريدة نابلس، وكانت تجري حوارات خاص بالصفحة الطبية، كما ساهمت في الكتابة في العديد من الصحف  والمجلات التي كانت تصدر حينها في القدس، ومن ضمنها جريدة النهار والشعب ومؤخرا جريد القدس، متحملة ذل عناء التنقل ما بين المدن، لان الاحتلال كان يقف بوجه أي إصدار لصحف فلسطينية في حينه.
كما انها شاركت في اعداد وتقديم برامج  إذاعية وتلفزيونية، ضمن عدد من الإذاعات المحلية والعربية، ولها العديد من الإسهامات في  البحوث والكتب التي تخص القضايا الاجتماعية والإعلامية.
 
رحلتها في عالم الإخراج
كان دخولها لعالم الإخراج نتاج خبرات سنوات طويلة في العمل الصحفي، وساهم حبها لعملها في تطوير أفكارها وطموحاتها لترجمة القضايا التي يمر بها المجتمع بشتى النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية، وإبراز قضايا ونقاط حساسة تم السكوت عنها في المجتمع الفلسطيني، ومناقشة كل المواضيع التي تمسها كامرأة وتمس أسرتها ومجتمعها مرئيا، وذلك من خلال أفلام تقوم بإنتاجها وإخراجها وتوزيعها، وشاركت المخرجة في دورات وورشات عدة أهمها مشاركتها دورة مدتها 12 شهر في الدنمارك من خلال مؤسسة كونتاكت الدنماركية ومؤسسة المعمل 612 للأفكار في الأردن لتصبح بعدها مدربة مخرجات في فلسطين .
بدأت امتياز المغربي بإخراج فيلمها الأول "مناضلات" والذي تحدثت فيه عن الأسيرات الفلسطينيات اللواتي تم أسرهن وتحريرهن قبل الانتفاضة الأولى الفلسطينية ويناقش الفيلم قضية الإنصاف بحقهن، حيث تم عرضه في أكثر من منطقة في الضفة الغربية، وتلاه  ثم فيلمها "نور" الذي جسد قضية الإدمان في مجتمعنا  وإمكانية علاجه.
 
فيلم علوش
فيلم علوش الحائز على جائزة لجنة التحكيم للفيلم القصير بمهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته 32 هو فيلم وثائقي فلسطيني " 14 " دقيقة أخرجته وصورته وقامت بمونتاجه وأنتجته المخرجة امتياز المغربي، وقد تم تصويره عام 2015 في قرية دوما جنوب شرقي نابلس، لتوثيق جريمة حرق الرضيع علي دوابشة على يد المستوطنين ليلا، مما ادى الى استشهاد الطفل الرضيع علي ووالديه حرقا ولا يزال الطفل الناجي الوحيد في العائلة يخضع للعلاج في المستشفيات وقد سبق وشارك الفيلم في 15 مهرجان دولي وحصد جائزة الجمهور في مهرجان بصمات في المغرب وشارك في مهرجان سردينيا في ايطاليا ومهرجان مسقط الدولي وتمت ترجمته للغتين الايطالية والانجليزية .
وتقول المغربي "شاهدت على موقع فيسبوك خبر إحراق منزل في قرية دوما شرق نابلس بعد منتصف الليل من قبل مستوطنين القوا مواد حارقة داخل المنزل، فقررت حمل معداتها لتوثيق الجريمة، وفي موقع الجريمة جمعت شهادات المواطنين وصورت الحرق والدمار الذي لحق بالمكان، وأضافت ان الفيلم يحتوي على شهادات لمواطنين حضروا الى موقع الجريمة أثناء حدوثها، ويركز الفيلم على الدمار الذي خلفه المستوطنين من إحراق منزل العائلة، وعلى الأشياء الرمزية المتبقية من المنزل المنكوب كالألعاب والأدوية وزجاجة حليب بالرضيع علي".  
 
تحديات وصعوبات
واجهت امتياز كغيرها من الإعلاميات العديد من التحديات والصعوبات أثناء مشوارها الصحفي والإعلامي، وكان أبرزها التحديات الإسرائيلية من قبل جيش الاحتلال والتصدي لها ومحاولة منعها من التصوير من خلال مصادرة معداتها، كما أنها كتبت في العديد من الصحف والمجلات التي كانت سلطات الاحتلال تمنع المساهمة بها أو حتى نشرها وتوزيعها.
لم يكن دخول المغربي الى عالم الإخراج سهلا فهي  لم تجد الابواب مفتوحة لها، وانما اعتمدت على ما لديها من جهد وخبرات حاملة كاميراتها من مدينة الى أخرى لتوثق الأحداث، إن رحلتها في عالم إخراج أي فيلم تستغرق أياما عدة في التصوير والمونتاج إضافة الى الجهد البدني  فهي تعمل لوحدها دون مساعدة أو دعم من احد .
 
مشاريع جديدة
تعمل امتياز المغربي حاليا على إخراج فيلم "جول" وهو فيلم يجسد معاناة عائلة فلسطينية كانت مالكة لأرض فيها شجر زيتون وتحولت بفعل  الامتداد الاستيطاني ألاحتلالي الى أسرة تعمل بالأجرة في أراضي الآخرين، فيلم يجسد عدة معاني أهمها انتماء الإنسان الى الأرض وعلاقته بها.
في النهاية توجه المخرجة امتياز المغربي رسالة الى المؤسسات الأهلية النسوية والرسمية مطالبة فيها بضرورة دعم الأفلام المحلية والمخرجات الفلسطينيات بشكل جدي وحقيقي. وتؤكد على أنها لن تتنازل عن السعي وراء ما تحبه وهو عالم الإخراج الساحر.
 

  تقرير لقناة رؤيا عن امتياز المغربي

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد