كتب - حافظ البرغوثي: ما زلت معجبا من موقع الحسد بتركيا ويكفي ان تمر بمطار اسطنبول حتى تجد نفسك وسط تظاهرة للمسافرين عبرها نحو بقاع الارض حيث تحول المطار الى محطة عالمية يربط بين القارات. وعند الصعود الى الطائرة نحو عمان كان امامي راكبان فلسطينيان بديا وكأنهما من جملة المتبقين من مؤتمر الشتات الانقلابي على المنظمة، واخذ الشرطي يدقق في جوازي سفرهما ويستفسر عن الاسماء فقلت هامسا هل اقام لنا حاجزا اسرائيليا ! لإختبار الرجلين فالتفت احدهما نحوي وقال: لا يا رجل لا شبه بين الاثنين، ففهمت انهما من رعايا الحنين الى الدولة العثمانية ومن انقاض مؤتمر الشتات لوأد القرار المستقل وتسليم مفاتيح القضية لقطرستان وتركستان بموازاة مؤتمر طهران الاخير.
فالرجلان لو طرح عليهما شرطي اردني استفسارا في مطار عمان لتذمرا واحتجا اما لأن الشرطي عثملي واستضاف آلافا من الانكشارية الفلسطينية فهو مفوض بأن يسألهم ويذلهم طالما اتوا اليه زاحفين .
كنت عائدا من زيارة قصيرة لبودابست حيث تعرفت عن كثب على الأخ مازن الرمحي الذي كان اول من نبه الى كون مؤتمر اسطنبول محاولة لخلق جسم بديل عن منظمة التحرير ولم يلاحظ الكثيرون خطورة المؤتمر قبل انعقاده الا هو حيث استنتج من كتاب الدعوة للمؤتمر انه مشبوه ويريد الاجهاز على المنظمة ، فهو شاب مجبول بالسياسة رغم انهماكه في عمله الخاص ولديه تفكير سياسي خلاق رغم انه لم يفز في المؤتمر السابع لكون اعضاء المؤتمر لا يعرفونه ولم يستمعوا لأفكاره رغم شهرته في الخارج فالفوز ليس مرتبطا بقيمة الشخص في اغلب الاحيان بل في كواليس ودهاليز وتربيطات تآمرية . فأقاليم الشتات في فتح ليس لها اي تمثيل في المجلس الوطني او في المجلس الثوري لحركة فتح مع الأسف بسبب استحواذ الآباء غير المؤسسين على اصوات الابناء في الداخل ولهذا وجد اهل زفة اسطنبول سهولة في حشد النطيحة والمتردية من الخارج .
مؤتمر اسطنبول المريب كان متزاما مع مؤتمر طهران المعيب ايضا ، واني لأعجب من فصائل وشخصيات شاركت هنا وهناك وكأنهم لا يعرفون تاريخ الثورة وكيف انها اضطرت للقتال بنسبة 80 بالمئة للدفاع عن القرار المستقل ويأتون الآن للتآمر على كل ما فات. ولا يغرنا هذا التهافت على المؤتمرات المختلفة لأنها موجهة لتصفية القضية حيث لكثرتها بتنا شعب المؤتمرين وليس الجبارين فلا تغرنا المؤتمرات لأنها لإضعاف القضية فقط .
قديما لاحظ والي خراسان العربي نصر بن سيار ان حركة ابو مسلم الخراساني الفارسي لم تكن لنصرة العباسيين ضد بني امية بل لاغراض فارسية فقال قوله آنذاك: