فسحة للرأي

أتعلمين ماهو الوطن ياصفية ؟

سناء زكارنة |
أتعلمين ماهو الوطن ياصفية ؟

كتبت - سناء زكارنة:  تستهلك الحياة افكارنا لتصنع منها اخدودا منها مايسكن جوفها فيولد بركان ثائرا يسوق بالحياة الى احراق سكانها،

ومنها ما يهيب دعوات لتمطر من ماء السماء لتزهر بها حدائق يجمع بين كل رائحة ولون، وبه يسكن الالم مكانه ويلئم الجرح دائه .
وبين تلك المفارقات اعجوبة من رب العباد ولايسكن في اخدود الارض الا افكار ساكنيه وماتحمله من فكرة تصبح معتقد وبتكرارها تصبح عادة وينتج عنها سلوكا بشريانمارسه كل يوم  منه مايدعم للمجتمع بنائه وآخر يكون بذور للفتنه والفساد وانهيار منظومته.
لاتحاول ان تبني اساس صلب وداعم لهذا الوطن اذا كان عماله ليست من المهرة في التخطيط والتحضير وليس من جهلهم او ضعف ارادتهم بل ماوجدوا عليه كان دافع لهم ...فلايحق لنا ان نطالب فاقد الشي بجلب فقيده واذا كان كذلك كنت كمن سقته الى صحراء جرداء دون رداء
واسكنته بليل طويل دون غطاء واسقطت من شهب السماء ما استطعت.
فالمواطن الصالح لاتجده دون معطياته ولن يكون دون وضع استراتيجة حقيقة لبنائه...فالمواطن اساس البناء ونسيج مجتمعي قائم لاتفتته رياح الثورة الغائبه ولا خطط الغرب الاستعمارية التي تستهدفه يوما بعد يوم .
اعجبني مقال كتبه احد الباحثين لمن زار تركيا قبل عشرة سنوات وتردد في زيارتها قبل ايام قال: "تجولت في احدى حواري اسطنبول فوجدته مكانا لايصلح للعيش الادمي وكان مرتع لمتعاطي المخدرات ومروجيها..ِ.والكلاب الضاله تجوبه من كل حدب وصوب فتأسفت على ذلك المكان وعدت ادراجي متألم على حاله ...وفي زيارتي الثانيه عاودت زيارة ذلك المكان   فما وجدته قائما وانما وجدت نفسي في ارقى اماكن اسطنبول وعمارات وحدائق واماكن سياحيه يرتادها السواح من كل مكان في المعموره وغرف صغيره ذات الوان رائعه وابواب منقوشه ففتحت احداها فما وجدتها الا اماكن لاحتواء الحيوانات الضاله وتقديم وجبات الطعام لها 
فسألت رفيق لي ماحدث بهذا المكان وما تلك الافكار التي حولته بعقارب المستوى الديكاتي بزوايا اختلفت معاييرها وانحرفت منظومتها لتعلن ذلك التقدم وسلوك نلمسه في العطاء دافع 
فأجابني: انها خطة استراتيجية اعتمدت بناء المواطن الصالح وسخرت موارده لانها ايقنت ان البلاد الا تبنى الا بسواعد ابنائها وبعدالة اجتماعية وبميزان العدل الذي لايجاوزه احد فتلك حقيقة الحكاية ومهما اتبعتها من رواية يبقى العمل اساس البناء وان الايمان الحقيقي لاتردده الاقوال والخطابات وانما يترجمه سلوك على ارض ولدت بها ويوما ما ستحضنك جوفها فأرفق بمن سكنوها لترفق بك وانت لاحيلة لك ولاقوة.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد