اخباريات - رشا أحمد الخفش: كتبٌ منظمة ومصفوفة على مجموعة من المقاعد الخشبية العتيقة, بين أحضان الطبيعة وفي ظلال أشجار عجوزة ضاربة بجذورها في أعماق الأرض, أيدي غضة فتية ونشيطة، كخلية نحل تنظم المكان ومجموعات الكتب, وعيون شبابية حالمة تنتظر أن يبدأ المعرض لتختار ما يناسب ذوقها وثقافتها من أكوام الكتب والروايات العربية والعالمية, إنه معرض "كتابي كتابك" الثالث للكتب الذي أقيم في متنزه بلدية نابلس.
"احتضن الكتاب الذي يزرع بك الدهشة, دعه ينام على صدرك, تنفس صفحاته, أدخله روحك, ليرافقك بأحلامك" هذا هو شعار المعرض الذي قامت به مجموعة Horizon (الأفق) تلك "النافذة لنقل الأحداث, والمشاهد, والمواقف, والصور, والفيديوهات, والإعلانات, التي وجدت لتنقل جمال فلسطين وقصصها من خلال مسارات على الدراجات أو مشي أو تخييم" كما وصفها الدليل السياحي المجتمعي علاء الهموز.
إنهم مجموعة من الشباب الواعد متطوعون ومتطوعات, يسعون جاهدين لفتح آفاق أمام الشباب أمثالهم, لوعي أفضل ورؤية أشمل, وثقافة أرقى.
علاء الهموز أحد أهم المتطوعين والقائمين على المعرض يصف " أنه الثالث من نوعه ضم مجموعة من الكتب والروايات, أكثر من 330 كتاب بمواضيع مختلفة, كتب دينية, تنمية بشرية, وروايات, وكتب مترجمة." ويضيف الهموز "بعض العناوين وليس أهمها فقط للذكر, رسائل غسان كنفاني, قواعد العشق الأربعون, ابق قويا, خاوية, هكذا تكلم زرادشت, متشرداً في باريس, في ديسمبر تنتهي كل الأحلام.... والعديد من الكتب المهمة الأخرى".
ويضيف الهموز "الكتب كانت من عدة مصادر أهمها المكتبات, بحيث كان الطابع الأكبر للكتب أنها جديدة, على خلاف المعارض السابقة كان يغلب عليها الكتب المستعملة المتبرع بها من قبل الأشخاص", ويتابع الهموز " السبب الرئيسي هو عدم أو قلة تبرع الأفراد للكتب المستعملة لديهم" في دعوة منه لتشجيع القراء بالتبرع بما يفيض عن حاجتهم من كتب لدعم مثل هذه المبادرات الشبابية.
ويصف الهموز أجواء المعرض قائلاً: "المعرض كان الإقبال عليه لطيف ومريح ومنظم, كما رتبنا له وتوقعنا, والمتطوعون كانوا متحمسين جدا وساهموا في إنجاحه بشكل كبير, والجمهور كان غير محدد ولكنه في أغلبه من الشباب, أو الفئة العمرية بين 18 – 25".
وفي حديثه عن اختلاف هذا المعرض عن سابقيه يقول الهموز "معارض الكتب الأول والثاني متشابهين جداً من حيث الهدف, والفكرة, والأسلوب, حيث كان الريع في المعرضين 1 و2 يتوجه ليدعم حملة ( هوا دافي) وهي توزيع ملابس شتوية على الأشخاص الأقل حظاً, أما هذا المعرض 3 سوف يذهب ريعه لفكرة غريبة ومميزة جدا, لدعم خلق مسار سياحي على الدراجات بكل الضفة الغربية بقراها البعيدة, والمهمشة, ومعالمها الرائعة والمهجورة وجمال طبيعتها, مما سيخلق دعماً اقتصادياً وتثقيفياً وتعريفياً لهذه المواقع التي سنزورها.
تتحدث ريما تميمي طالبة اللغة الفرنسية في جامعة النجاح التي اختارت ثلاثة كتب (ابق قويا, يا صاحبي السجن, ورواية فرنسية) عن المعرض " كان معرض بجنن وبصراحة في إقبال رهيب من الناس, يعني شيء مفاجيء أنه كل هالناس الي حضروا بحبوا القراءة, وحضر كثير أشخاص مبتدئين وتشجعوا لما شافوا الكتب وأسعارها الرمزية".
وتؤكد ماسا عودة التي تدرس الهندسة المعمارية في جامعة النجاح على أهمية مثل هذه المبادرات " بالنسبة لي أي معرض يحتوي على كتب أكون أنا أول المتواجدين, احنا كفئة شباب بحاجة لهيك معارض, فكرتها ملفتة للنظر وحلوة جداً, ومع أني جاية لكتب معينة وما لقيتها إلا أني أخترت عنوانين جميلين, (التفكير التأملي, وكيف تحصل على الأفكار).
ومن جهته، يبين الطالب في كلية الاعلام أنس الحواري رأيه بمثل هذه المعارض حيث يقول "هذه المعارض تبعث في النفس أملًا وتملؤها تفاؤلًا واستبشارًا بهذا الجيل الجديد، هذا الجيل يثبت يوميًا أنه جيل القراءة الذي يقبل بنهم على كل ما هو مفيد، هذه المعارض جدًا رائعة وتعكس جمال هذا الجيل الشاب وهي بكل تأكيد تشجع الطلبة وتجذبهم للكتاب وللقراءة ليس فقط من خلال الاسعار بل أيضا من خلال خلق بيئة راقية يجد فيها المثقفون أنفسهم".