كتب - المحامي زيد الايوبي: منذ اكثر من احد عشر عاما والجرح الغزي ينزف بفعل سكين الانقسام التي شقت الوطن والحلم الى شقين واكثر من ذلك حصارا مريع ضربه الاحتلال وبعض الدول الاقليمية ولا اغالي ان قلت ان هناك من ذوي القربى وابناء جلدتنا هنا وهناك ساهموا في تكريس الحصار بشكل او بآخر لكنها الحقيقة المرة، الجميع اجرم بحق غزة واهلها واطفالها ..
غزة الجريحة اريد لها ان تكون ضحية الانقسام البغيض والصراع السياسي بين الخصوم على الكراسي والمناصب ولا رحيم لها الا الله ، فقوة الامر الواقع هناك قسمت العرب عربين عرب حماس واباطرتها وعرب من لا عرب لهم ، هناك في غزة يعيش قيادات حماس واتباعهم بعز ونغنغة كتجار الحروب فلا بطالة تطالهم ولا جوع ولا قهر وكل اسباب الرفاهية متوفرة والاهم ان قيادة حماس لقد تعلمت الدقة والرقصة من خصومها تراهم لا يتحركون الا بمواكب وسيارات فارهة وحراسات ولا مجال للحديث عن تكلفة هذه المواكب وحركتها والاجمل انني اكتشفت انهم اصحاب ذوق رفيع في اللبس والاناقة فبدلاتهم وربطات عنقهم هي الاغلى والافخم و بماركات عالمية وكله على حساب الشعب الغلبان .
الصورة في الضفة لا تختلف كثيرا عن غزة فالاوضاع الاقتصادية صعبة لكنها ليست مستحيلة مثل اوضاع غزة فالمواطن في الضفة يعاني من ازمة اقتصادية خانقة فعلا لكنها اقل حدة من ازمة المواطن في غزة خصوصا وانه يأخذ راتبه غير منقوص وهناك مشاريع واقتصاد اي انعم اريد له ان يكون تابعا لاقتصاد الاحتلال الا انه يسيد ظمأ العطشان في بعض الجوانب، اما على صعيد المسؤولين فلا علاقة لهم بالهم الغزي الا من رحم ربي وواقعهم يشبه واقع قيادات حماس والصورة نفسها مواكب وهندام وحراسات ورفاهية وتكبر وشوفة حال وصدق المثل الذي قال لا ترى المنافس الا على الخنافس .
قبل اسبوع اصدرت الحكومة قرارا بايقاع خصميات على رواتب الموظفين والعسكريين في قطاع غزة والغريب في الموضوع هو تبرير الحكومة لهذا الاجراء المجحف بانها تعاني من ازمة مالية خانقة لذلك اتخذت هذا القرار ‘ وهنا اقول انه على فرض ان هذا الادعاء صحيح فلماذا لم يطبق القرار على جميع الموظفين اينما كانوا اعمالا لمبدأ المساواة الا اذا كان الهدف من هذه الخصميات هو شيء خفي لا يعلمه الا الله وان اكنت استطيع ان اتنبأ به لانه هدف اسود يعرفه الجميع .
خرج علينا من يسوق تبريرا افلاطونية لقرار الخصميات ما انزل الله بها من سلطان اهمها ان الموظفين والعسكريين المشمولين بالقرار ليسوا على رأس عملهم وكأنهم نسيوا ان الحكومة هي من طلبت من هؤلاء الموظفين والعسكريين عدم الالتزام بالدوام والاستنكاف عن الوظيفة العمومية في عهد رئيس الوزراء السابق سلام فياض، وهنا ابدي ان هذا التبرير ارعن ويتعارض مع المنطق السليم لانه على فرض انه صحيحا علينا ان لا ننسى انه لا الحكومة ولا الرئيس على رأس عملهم في غزة فكيف تحاسبون هذا الموظف والعسكري الغلبان الذي لا يستطيع ان يكون على رأس عمله بفعل القوة القهرية للانقسام وتأييدهم لمن قطع رزقهم في هذا القرار اللئيم.
على كل الاحوال استطيع ان اقول الان انه لدينا حكومة ليس فيها من الوفاق الا اسمها وقد فشلت فشلا ذريعا في حل الازمات الاقتصادية للبلاد وخصوصا في غزة واكثر من ذلك انها امست شريكة في ذبح غزة بعد قرارها بايقاع هذه الخصميات وابدي ايضا ان معالجة الحكومة لازمتها الاقتصادية لا يكون ابدا بالاعتداء على حقوق الموظفين والعسكريين الغزيين وانما يكون بالحد من المصاريف التي لا لزوم لها كمصاريف المواكب والحراسات والسفريات والامتيازات وخلافه ...لا نقبل ان ننحر غزة واهلها بحرمانها من الرواتب ليبقى اصحاب المواكب ...