كتب - المحامي زيد الايوبي: مع اقتراب موعد اجتماع الهيئة العامة لنقابة المحامين (مركز القدس) والمزمع عقده بتاريخ 6/5/2017 وبعد بلوغ الخلافات ذروتها بين اعضاء مجلس النقابة فيما بينهم واعضاء المجلس وغالبية اعضاء الهيئة العامة وصلت في نهايتها الى انهيار المجلس واستقالة غالبية اعضائه بفعل ضغط الهيئة العامة وارتفاع صوتها في مواجهة ضعف غريب عجيب لم يمر على مجالس النقابة السابقين ، وكأنها ثورة اصحاب حق ابت الا ان تنتصر وانتصرت لان استقالات اعضاء المجلس الجماعية كانت تحمل في ثناياها فكرة الرحيل القسري عن عرش مثقل بالخلافات الشخصية والحزبية المقيتة التي ادت الى تراجع ثقة المحامي ببيته النقابي والمهني، فهل سيستطيع هؤلاء المختلفون فيما بينهم الحفاظ على كرامة المهنة وحماية المحامين من اي اعتداء على كرامتهم ؟؟؟
واستطيع ان ازعم انه لم يكن لدينا مجلس واحد وانما كان لدينا ثلاث مجالس لان كل اثنين او اكثر من اعضاء المجلس السابق كانوا بعيدن عن غيرهم بالرؤية والاداء المهني وتحالفات جانبية من تحت الطاولة كانت تفرق جمعهم واتفقوا على ان لا يتفقوا .
اليوم يتطلع غالبية اعضاء الهيئة العامة الى يوم انعقاد اجتماعها القادم لاختيار لجنة لتسيير اعمال نقابتنا العتيدة لحين اجراء الانتخابات في موعدها، وتحكمنا في ذلك ثلاث سيناريوهات لاخراج هذه اللجنة الى حيز الوجود .
السيناريو الاول: هو السيناريو الحزبي والانزال البراشوتي من فوق، وهذا السيناريو هو الاكثر حضورا لان الهيئة العامة في معظمها تنتسب للاحزاب والحركات العاملة في فلسطين وكل حزب سيختار ممثليه حسب حجمه في لجنة تسيير الاعمال الموعودة ، والاحزاب اكثر التكتلات النقابية تنظيما وترتيبا لذلك ستعمل قيادة كل حزب على تنفيذ عملية انزال براشوتي على لجنة تسيير الاعمال لكن هذا لن يحل المشكلة لان اثار الخلافات الشخصية التي اشتعلت بين اعضاء المجلس السابقين سترمي بظلالها على اعمال لجنة تسيير الاعمال وستستمر الخلافات ولكن بوتيرة اخرى بعد ان سقطت ورقت التوت عن ما كان مخفيا وستخضع نقابة المحامين اكثر للوصاية والتبعية الحزبية ولن يكون نقيبنا هو رئيس لجنة تسيير الاعمال وانما هو من انزل رئيس لجنة تسيير الاعمال ببراشوته على الهيئة العامة وكأنك يا ابو زيد ما غزيت.
السيناريو الثاني: وهو سيناريو الجهويات والمناطقية المقيتة ، وهذا السيناريو ايضا سيكون حاضرا بقوة وقد يكون حجر عثر امام سيناريو الانزال البراشوتي الانف الذكر ومحامي كل مدينة سيفكرون بضرورة صعود من يمثلهم في لجنة تسيير الاعمال القادمة وسيلعب الباحثين عن الزعامة على وتر المناطقية والعنصرية لتحقيق مآربهم الشخصية وهذا السيناريو لن يحل الازمة التي احاقت بالجسم النقابي لانه لا يمكن الجمع بين العقلية المناطقية وروح العمل المهني وهنا سيزداد الطين بلة وستغرق النقابة غياهب الخلافات العنصرية لان النقابة ستحتكم في كل توجهاتها لعقلية القبائل في عهد الجاهلية وعندها سيصدق القول الذي يقول ان المحامين ليس لهم الا الله.
والسيناريو الثالث: وهو بنظري الافضل والاكثر مثالية وانسجام مع طبيعة مهنة المحاماة هو سيناريو تسليم لجنة تسيير الاعمال لمحامين مشهود لهم بمهنيتهم العالية والاحتكام للقانون والنظام في العلاقة مع الهيئة العامة وانا شخصيا مع هذا التوجه النقابي لقيادة نقابة المحامين الى بر الامان بعد ان تقاذفتها امواج الخلافات الحزبية والشخصية وتصفية الحسابات وسيجعل نقابتنا بمنآ عن عوامل التأثير الخارجي ونظرية الوصاية والانتداب بل ان هذا التوجه سيتصدى لتدخلات اللهو الخفي ليس فقط في نقابة المحامين بل في قطاع العدالة برمته وانا شخصيا مع هذا التوجه لكنه بحاجة لتجسيده وتكريسه والنضال من اجل انتصاره في مواجهة الحزبية والمناطقية والقبلية ، فلنناضل معا من اجل تسليم لجنة تسيير الاعمال القادمة للمهنيين القادرين على الذود عن كرامة مهنتنا والحفاظ على استقلالية نقابتنا بيتنا وملاذنا المهني الاخير والا فإن التغيير الذي يسعى له الجميع لن يتحقق والقرار بيد الهيئة العامة الان...فاما ان تكون نقابة مهنية مستقلة واما ان تكون سلعة تباع وتشترى في سوق الاجندات الخاصة وعندها لا يجوز على النقابة الا الرحمة ، وكفى ..