فسحة للرأي

من خيامنا ...نتلو بيان الانتصار

سناء زكارنة |
من خيامنا ...نتلو بيان الانتصار

 كتبت - سناء زكارنة:  تحاصرني افكار الطفولة في حروف مقيدة ...بسلاسل حديدة ممهدة لتعزف لحنها ...تائة تلك كما الاجساد المغيّبة...واشعار حدها صاحبها لفلترة...عزفوا بايقونتهم وازداد الكون مظلمة ... من امومتها التي لاتعرف للوجع حدود, ولاحاسيس ماعادت تسكن  مكان الا السماء ..تستفيض بوجه فاض حد الالم, يديها وصوتها الدافئ كشمس آذار غائبه حاضرة ...وبدأت تنسج من عبق حروفها كلام عجز الجمع في نقده وصياغة لحنا لتعزف عليها مقطوعات وطنية خالدة.

شحوب سيّطر على وجعها وتجاعيد علت جسدها  وكيف لا وهي من  غادرت فرحة المكان وصاحبت عصافير الحب وكتبت رسائل على حمامها الزاجل باحثة عن صوت يعود بهمس عن حبيبها الغائب واخبار تلوح بنفس للحياة صاحب !
اشتد الالم واختنق الهواء من حولي حينما وجهوا كاميرا لوجهها لتتلو ماتريد من الدعاء فتحوّل المكان في داخلي  لمؤتمر صحفي يُعقد له ليُعلن ثورة ...واسترسل الحديث على لسانها ...واستنطقتها حنان الامومة النازف وجرحها المغمور في ذاك المسكن المهجور...
بِتُ احسب انها من العلم درجة ومن كياستها اسطورة كاتب ...عرفت حينها أن الالم يصنع تاريخا وان الشعراء ما أتو من صدفة وان الكتاب مادونوا معلومة الا من صميم الفقد والحرمان ...علمت حينها مهما اختلفنا سنجتمع على اطهر واقدس العبارات حينما نصوغها بعفوية الفكرة وبصدق الانتماء وحرارة الوطن المسلوب!
بات صوتها يرتفع وينخفض كما الطيور المهاجرة عند اشتداد حربها ... 
وآلمتني عبارات البحث المغيّب ومرارة الابن الاسير وقلوب ماعادت تنبض الا بهم, وسماء ماعادت تستقبل الا دعائهم...انهمرت دموعي عنوة ..وحاولت ان أبقى تلك المرأة الحديدية لابث روح الصمود والانتصار لهم ...لكنني وجدت انهم من زرعوا بداخلي ثبات وعزيمة الثائر
اعتذرت عن دموعي وتقبلت ذاتي ...وقررت ان  انتصر لذاتي قبلهم ...
غادرتهم!! وانا اردد يقين الانتصار وابتهال ليعلو فوق سبع سموات ...وأيقنت ان البلاء محك للايمان وان الثورة لا يحتملها الا مقدام ...غادرناهم وغادرت اجسادنا اماكنهم...لكن ابقينا روحنا على اطراف بيتهم لتمتزج بصمودهم وتصهل خيول الوطن الاسيرة معلنة ثباتها وانتصارها على سجانها ويبزغ فجر جديد ليحمل في طياته الم الرحيل.
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد