كتبت - سناء زكارنة: تزداد الايام في لهيبها بالاقدار..ويُكتب تاريخ لن نكن له اهلا برغم سطحية الاحداث ..تتوارى القيم وتصبح الاوقات دارجه بالاقوال لا الافعال ..وتتشاحن المشاعر وتنطفى نيرانها بمنشورات على وسائل التواصل اجتماعي وتنتهي هناك ..واصبح الاعتناء في المظاهر وارتياد التفاصيل على هامش الصفحات زائل
طفولة تتهاوى عليها حروف الالم وعبارات الحزن في اطار صورة ارتسمت بعفوية فنان ..غادرت بيتها وهي تحمل احلام طفولة ولعبة خبأتها في درج مكتبها في ذاك الصف العاشر ..رحلت وهي تخطو بخطوات لترسم رجولة راحلة ..وثورة نائمه..ودّعت مسجدها القديم بصلاة التراويح ولنذكرها في كل عيد رمضاني حاضرة ..أجبرت ذاك المصور على التقاط صورة لها بوشاح غلب الازرق على طبعه لتبقى حاضرة في المكان والزمان ولترمز الى جمعيات حقوق الطفل بأن الطفولة في بلادنا ماعادت كما كان ...مابين شاهد وحاضر ومستنكف ولسان لايعرف الا طبع اللئام ;ينددون وكأن بان كيمون اودع وصيته فيهم بترديد انه يُعرب عن قلقه وبات كل شعبي يترجمه بشعور القلق ويرسم الدمع ليرتدي وصف وطني وينافس في مناصب الولاة واصحاب النفاق ويجهل ان المناصب زائله والكون كله راحل ومهما تعالت مكانته سيرقد يوما ما في ذاك المكان البعيد ووسط حجاره لن تكون عليه برحيم...
الوطن ياعزيزي ليس استرضاء حاكم او فصيل ..او تصفيق لاسترضاء الحمير
الوطن ليس منصب وفساد يعلو على جراح المساكين ويدفع ثمنه الفقير
الوطن ليس خيانة وبيع وكولسات من اجل تطبيع لبني اللعين
الوطن ذاك الغائب الحاضر ..وذات الوجه الطفولي بدمعة الشهيد
الوطن ذاك الاسير القابع في زنزانته وتعلو جدارها روح الاثير
الوطن ذاك الوجه الملائكي وطفولة حملت من سكاكينها سلاحا امتشقت ثورة الجيل الجديد
الوطن ثياب مطرزة باريج قدسية المكان وعبق ارواح ثائرة مهما ازداد اعداد المغادرين
سيبقى الوطن خالد وانتم راحلون كلٌ كما يريد ويشتهي وسيعبر الوطن فوق قبوركم وعليكم شاهدين!!