فسحة للرأي

معضلة الإخوان المسلمين

سَري سمّور |
معضلة الإخوان المسلمين

 كتب - سَري سمّور:  معضلة الإخوان المسلمين معقدة ومركبة فكل الفرقاء المتناقضين يرون فيهم عدوا يجب كسره،فمثلا:

1)الحركات والجماعات التي انتهجت الغلو والتوسع في التكفير،ترى الإخوان خطرا وبديلا موضوعيا لمشروعها،وفكرا قادرا على منع تمددها، لذا تحاربهم بشتى الطرق.
2)السلفية التقليدية المتصالحة والمتحالفة والمتوافقة مع النظام السياسي الرسمي في غير مكان، ترى فيهم بديلا له جاذبية عند الجمهور،وأنهم يحرجونها بمواقفهم التي تتجنب البصم التلقائي لمقررات الأنظمة خاصة على الصعيد السياسي، بدعوى تجنب الفتنة،ولذا تعمل السلفية على شيطنتهم واتهامهم مثلا بالعمالة لإيران.
3)إيران والتيارات السياسية الشيعية التابعة لها ترى الإخوان أكبر منافس موضوعي لمخططها في التمدد،لامتلاك الإخوان برنامجا معاصرا ينافس هذه التيارات ولو نظريا،هذا مع أنهم متهمون بالعمالة لإيران!
4)المجاميع الليبرالية والعلمانية واليسارية -مع النظم الوضعية بطبيعة الحال-تكن للإخوان عداء وحقدا كبيرا جدا،لأنها في وجودهم تضعف نظرا لاتباع الإخوان خيار الوسطية الذي يطيح بما تبقى من بقايا شعبية لهذه المجاميع.
5)الغرب وإسرائيل يرون في الإخوان خطرا كاملا ويطبقون عليهم قاعدة فيزيائية وهي أن المادة تتحول من شكل إلى آخر،ويشعرون أن الإخوان خطر كبير جدا على مشروعهم لامتلاكهم رؤية فكرية وثقافية وبرامج سياسية واجتماعية قادرة على صد المخططات الغربية التي جذبت الناس زمنا،وهم يرون أن الإخوان قابلون للتحول إلى عدو شرس صعب المراس بدليل أن إخوان فلسطين كانوا أشبه بجمعية ثقافية خيرية تحولوا إلى حركة مقاتلة صلبة،ولذا يسعون إلى قصقصة أجنحتهم في شتى الأقطار الأخرى ولا يثقون بهم أبدا خوفا من تكرار النموذج.
أمام هذا العداء الظاهر-والمخفي أعظم- فشل الإخوان في بلورة نهج ثوري يقيهم على الأقل حملة العداء التي لم ولا ترحمهم،ولعلهم لا يدركون حجم الكراهية لهم،ولذا بقيت أساليبهم وأدواتهم كلاسيكية لم تتمكن من مجرد التخفيف من حجم المحن المتلاحقة المتكررة،وظلوا في موضع الضحية المتشفى بها حاليا،المشفق عليها سابقا!

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد