اخباريات - وكالات: هاجم نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، الحكومة السعودية، واعتبر أن محمد بن نايف تعرض لإعدام سياسي، وذهب ضحية عبثية آل سعود، معتبرا حصار قطر جزءا من همجية وعبثية آل سعود، منتقدا قيامهم بـ"سعودة" البلاد وتاريخها وأنبيائها.
جاء ذلك في مقال كتبه أحمد الريسوني، ونشره موقع "العمق المغربي"، اختار له عنوان "عبثية آل سعود.. أما لها من حدود؟".
وقال أحمد الريسوني، "منذ سنة تقريبا زارني صديق سعودي من أهل العلم والفكر، تحدثنا كالعادة في أبرز القضايا العربية والإسلامية، والمغربية والسعودية، وكان مما شرحه لي ضيفي الكريم الوضعية المزرية للأسرة الحاكمة في بلده؛ ففيها صراعات ومنافسات ومكايد. وفيها حكام عجزة بلغوا من الكبر عتيا. وأكثرهم أميون وأشباه أميين. ومع ذلك فسلطاتهم بلا حدود، واستبدادهم بلا قيود".
وأضاف الريسوني: "سألت صديقي العزيز: أليس منهم رجل رشيد، يمكن أن يصلح ويصحح؟".
وتابع نقلا عن ضيفه: "الحقيقة أن الشخص الوحيد الذي يتطلع الناس إليه، ويتطلع حتى أكثر آل سعود إليه، وينتظرون بفارغ الصبر أن يتولى الملك، بما له من حنكة وكفاءة ورزانة، هو محمد بن نايف، فهو أعقلهم وأكفؤهم".
وأوضح الريسوني معلقا: "وكلنا الآن نعلم ما أوقعته العبثية السعودية بمحمد بن نايف، والإعدام السياسي الذي صدر ونفذ في حقه، بين ليلة وفجرها!".
وزاد: "ومنذ أسابيع والعالم كله يتفرج على الهجمة العبثية التي يقودها آل سعود وآل آل سعود، ضد أشقائهم وجيرانهم في قطر. وهي هجمة وعبثية شوهت الإسلام وبهدلت العرب والمسلمين".
وأفاد الريسوني: "منذ ثلاث سنوات اخترع آل سعود بدعة جديدة غير مسبوقة في تاريخ الاستبداد والتسلط، حيث أحدث الملك عبد الله منصبا سماه (ولي ولي العهد)، وعين فيه مقرن بن عبد العزيز. ثم أحدث بيعة السيف ليس فقط للملك، وليس فقط لولي عهده، بل أيضا لولي ولي العهد".
واعتبر أن تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد جاء بعد رضى دونالد ترامب، وقال: "هلك عبد الله وجاء سلمان، فنحى ولي ولي العهد الذي عينه سلفه عبد الله، وعين ولده محمد بن سلمان وليا لولي العهد. ثم لم يصبر لا سلمان ولا ولده، ولم يطيقا الانتظار بلا حدود، فبادرا – بعد استئذان السيد دونالد ترامب وكسب تأييده – إلى تنحية محمد بن نايف وإرساله إلى غرفة الأرشيف السعودي، وإحلال الولد العزيز مكانه".
وسجل "منذ سنوات أدخل الملك سلمان وولده وزير الدفاع، أدخلا البلاد والعباد في حرب عبثية في اليمن، وجرا معهما عددا من الدول العربية، التي قيل لها: إن المعركة ستحتاج إلى أسابيع أو شهور قليلة… وها هي الحرب المدمرة تقطع الآن عامها الثالث، دون أي نتيجة ولا أفق ولا فائدة ترتجى".
ومضى يقول: "لقد كان اليمنيون يتخبطون في فقرهم وصراعاتهم الداخلية، فجاءهم السعوديون ومن وراءهم من العربان، فزادوهم رهقا، وأدخلوهم في حالة الدمار الشامل والظلام الدامس".
وأردف يقول: "في مطلع سنة 2011 قام ملكهم عبد الله بن عبد العزيز بضخ أموال خيالية لصالح الرئيس المصري حسني مبارك، حتى لا يسقط أمام الثورة الشعبية، ولكنه سقط، وذهبت الأموال سدى".
وأضاف "وبعد ذلك تآمروا على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ووضعوا كل إمكاناتهم المالية تحت تصرف الجنرالات المصريين لكي ينفذوا انقلابهم ضده. وهكذا أدخلوا مصر وشعبها في أوضاع مأساوية مظلمة، لا يعلم تداعياتها ومآلاتها ونهايتها إلا الله تعالى".
وشدد على أن "من عبثية آل سعود أنهم فرضوا على البلاد والعباد الانتساب إلى أسرتهم وحمل اسمهم ونسبهم قسرا: فالمملكة سعودية، والجنسية سعودية، والعلماء، والمواطنون، رغم أنوفهم سعوديون. وكأن هذه البلاد وهذا الشعب، لم يكن لهما اسم ولا نسب، ولا تاريخ ولا عنوان، ولا جنسية ولا هوية، قبل أن يأتي آل سعود فيسعودوا كل شيء!!".
وختم مقاله قائلا: "لقد بلغ الطيش والجهالة بأحد مشاهيرهم أن قال يوما: إن النبي محمدا سعودي الجنسية، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعلن تاييده لعملية عاصفة الحزم التي تستهدف الحوثيين باليمن، وأكد في بيان تأييده للشرعية في اليمن متمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
ومن جهتها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتنظيمات سورية تأييدها لعاصفة الحزم، مطالبة بجبهة تتصدّى للمشروع الإيراني في كل من اليمن وسوريا.
وطالب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي الدول المشاركة بعاصفة الحزم بتوخي الحذر والحفاظ على حياة المدنيين أثناء استهداف المواقع العسكرية والإستراتيجية للحوثيين.
وحمّل البيان الحوثيين المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في اليمن، بعد رفضهم العديد من دعوات الحوار التي وجهها إليهم من وصفهم بالمخلصين من أبناء الأمة في شتى الدول.
وشدد على حق الحكومة اليمنية الشرعية في الطلب من الدول العربية والإسلامية التدخل للتصدي للحوثيين وانقلابهم الغاشم.
وطالب البيان التحالف العسكري باستعادة الحقوق من الانقلابيين وتسليمها إلى أصحابها، والانتصار لشرعية اليمن وثورة شبابها ودماء من سقط منهم.
وحذر مما سماها المخططات الإقليمية التي تسعى للتوسع في الأراضي العربية والإسلامية، شرقاً وغربا، بلا وجه حق.
من جهتها، أعلنت جماعة الإخوان في سوريا تأييدها لعاصفة الحزم "للتصدّي للمشروع الإيراني الطائفي، الذي استفحل خطره على الأرض والإنسان وعلى المنطقة كلّها". وأكدت دعمها للجهود السياسية الداعية إلى عودة الأمور إلى نصابها ليكون اليمن لكلّ أبنائه.
ودعت التحالف "لتشكيل جبهة تتصدّى للمشروع الإيراني في سوريا حماية للمدنيين الذين يستهدفهم النظام السوري المدعوم من طهران".
كما أعربت حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام السوريان عن مناصرتهما لهذه العملية، مشيرين إلى ضرورة وضع حد للنفوذ الإيراني بالمنطقة.
من جهتها، قالت دار الإفتاء الليبية إنها ترى "العمل العسكري الذي يقوم به عدد من الدول العربية والإسلامية، بقيادة السعودية في اليمن، هو عمل شرعي ضروري" لحماية الحرمين الشريفين من "خطر التمدد الشيعي الذي طوّق المنطقة وصار يمثل تهديدا حقيقيا لأمنها".