فسحة للرأي

هل تقبل فتح بالمبادرة المصرية؟

هبة بيضون |
هل تقبل فتح بالمبادرة المصرية؟

 كتبت - هبة بيضون *  لا أدري إن كانت المبادرة المصرية التي تسربت إلينا عبر وسائل الإعلام وتبادلناها عبر وسائل التواصل الإجتماعي صحيحة وما مدى دقتها، ولكن باعتبار أنها الشيء الوحيد المتاح حالياً، سأبني عليها ما سأقول.

لقد إنتاب موضوع المصالحة حالياً بعض الغموض والكثير من اللغط، والسبب هو قلة المعلومات المتوافرة عن موقف السلطة وفتح من المبادرة المصرية حتى اللحظة وما تحويه رسالة الرد، وفي تصوري أن أي تأخر في الإعلان عن موقف السلطة/ فتح لا يعني أبداً رفض المبادرة ولا يعني المماطلة بالمفهوم الذي تروجه بعض الأقلام ، وإنما يعني أن السلطة تأخذ الوقت اللازم لدراسة محتوى المبادرة المصرية والمشاورة بشأنها لتجهز الرد المناسب ووهذا حقها.
أما ما يمكن أن يكون عليه الرد حسب إعتقادي، فهو لا يخرج عن خيارين : الأول قبول المبادرة كما هي، والخيار الثاني، وهو الأرجح، هو طلب إجراء بعض التعديلات عليها كإيضاح أو تفصيل بعض البنود ، وقد تطالب أيضاً بوضع آليات للتطبيق وبجدول زمني أو حتى طلب ضمانات للتنفيذ .. .لست أدري ما هو الوضع بالضبط ..ولكن..
أنا على قناعة أن السلطة /فتح بقيادة الرئيس أبو مازن معنيه بما لا يدع مجالاً للشك في تحقيق المصالحه، كيف لا وهناك دعوات متكررة إلى إنهاء الإنقسام والمصالحه وتحقيق الوحدة الوطنية من قبل الرئيس ومسؤولي السلطة المعنيين، وبالتالي فإن خيار الرفض الكلي للمبادرة غير وارد ، وهنا أود التنويه إلى أن هناك فرقاً بين أن تكون معنياً بالموضوع وبين أن تكون معنياً بتحقيق الموضوع وجعله حقيقة واقعه مطبقة على الأرض، فالسلطة معنية بأن تتحقق المصالحه وان ينتهي الإنقسام على الأرض.
كما أن السلطة وفتح ترحبان بالوساطة المصرية وبالدور المصري في الإشراف على وضع الآليات المناسبة لتنفيذ بنود المصالحه. وقد جاء هذا التأكيد والترحيب بالدور المصري على لسان عاطف أبو سيف الناطق بإسم فتح لـ القدس العربي حين قال إن فتح تنظر بإيجابية للتحركات المصرية والتحرك المصري الجديد، وإنها جاهزة بشكل كامل لتطبيق إتفاق المصالحة الذي قال إنه جاء بطلب من فتح.
إن توجيه إتهامات للسلطة ولفتح من قبل البعض بأنها غير جادة وغير معنية بالمصالحه دون وجود أي إثباتات أو أدلة أو تصريحات واضحه بهذا الشأن وإستباق الأمور قبل أن نعرف الرد الرسمي على المبادرة أمراً لا يمت للمنطق والموضوعية بصله، خاصة أنه لا يوجد أي مؤشرات مسبقه ولا حالية على عدم جدية السلطة في تحقيق المصالحه وتصويب الأوضاع.
لو أرادت الذهاب إلى أبعد من ذلك بالنظر إلى بعض بنود الورقة المصرية التي تم تداولها، أرى أن البند الأول يجب أن يكون مرتبطاً بالتمكين وتسليم الأمور كافة إلى السلطة الشرعية ، في هذه الحالة فقط يمكن إنهاء الإجراءات المتخذه ضد غزة بصورة فورية كما نصت عليه الورقة ، وأن تقوم السلطة بكافة مسؤولياتها تجاه القطاع...فهل تعمل حماس على تمكين السلطة ؟!
وبالنظر إلى البند الثاني أجد أن تسليم الجباية من قبل حماس إلى السلطة مع إقتطاع جزء لصرف رواتب الموظفين الأمنيين الذين لا تشملهم إجراءات اللجنة الإدارية/ القانونية لحين البت في وضعهم النهائي هي أمر بديهي ولا بد منه، فالجباية يجب أن تذهب إلى خزينة السلطة لتصرفها على تسيير الأمور، فهل تقبل حماس بتسليمها؟
أيام قليلة أو ساعات ونعرف رد السلطة وفتح على هذه الورقة، لنقطع كل شك باليقين .

* ناشطة سياسية وحقوقية أردنية من أصل فلسطيني
  

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد