تقارير وتحقيقات

الممرضة حياة القدومي .. ترجمت إيمانها بحقها في العلم والعمل على ارض الواقع وبقوة

|
الممرضة حياة القدومي .. ترجمت إيمانها بحقها في العلم والعمل على ارض الواقع وبقوة حياة القدومي امام احد اجهزة القلب

 كتب - رومل شحرور السويطي *  ليس من الصعب على الإنسان اختراق كافة الحواجز والعقبات إذا ما أراد النجاح وامتلك الإرادة الصلبة في سبيل ذلك. بهذه الكلمات الموجزة بدأت الممرضة حياة عبد المعطي القدومي من نابلس حديثها مع "الحياة الجديدة" في مكان عملها الحالي بمجمع الحكيم الطبي القريب من دوار زواتا بمدينة نابلس والذي يديره أخصائي وجراح القلب والأوعية الدموية المعروف د. جمال العالول.

القدومي وهي ابنة لأب عاش ومات، وهو يعمل بقالا في شارع السكة بنابلس، وكافح طويلا لإعالة أفراد أسرته المكونة من زوجة وخمس بنات وأربعة أولاد، من بينهم "حياة" التي تلقت علومها المدرسية في مدارس نابلس، وتعتبر أن معلمها الأول كان والدها الى جانب والدتها، وخاصة في مجال الإخلاص في العمل والطيبة في التعامل مع الناس
تستذكر معلمتها شهيرة عرفات في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة الزينبية في نابلس ومديرة المدرسة في حينه انتصار فتيان، والتي كان لهما الدور المميز في صقل شخصيتها العلمية ودفعها نحو الإصرار على التفوق والنجاح، وبعد حصولها على شهادة الثالث الإعدادي والذي كان يسمى "مترك" درست التمريض ولم تتوقف عند حصولها شهادة الدبلوم من كلية التمريض في الأردن سنة 1984 وحصولها على المركز الأول، بل عملت لاحقا على دراسة "التنمية الأسرية" من جامعة القدس المفتوحة، وحصلت على البكالوريوس. 
وبمجرد حصول القدومي على دبلوم التمريض سنة 1984 ولأنها تؤمن بأهمية ولوج المرأة لكافة مناحي العمل، وتؤمن بأن سلاحها هو الشهادة وكذلك العمل بالشهادة، عملت بضع سنوات في مشفى البشير بالأردن، ثم في دائرة الصحة المدرسية بمديرية صحة نابلس ثم مشرفة حضانة في الجمعية الثقافية الاجتماعية بنابلس، في عهد رائدة الخدمة الوطنية والمجتمعية في نابلس الراحلة جيهان المصري، حيث اكتسبت خلال فترتها في العمل بتلك الجمعية القوية العديد من الفوائد الهامة في مجال العلاقات العامة والمجتمعية والتعاونية، كما عملت مشرفة تمريض لبضع سنوات في كلية نسيبة المازنية بمدينة اربد في الأردن،  ثم عادت مرة أخرى إلى بلدها نابلس في العام 1996 حاملة معها جميع خبراتها ووضعتها في القلب من (مركز القلب الحديث) والذي تطور وتوسع لاحقا ليصبح (مجمع الحكيم الطبي) في نابلس، ويديره د. جمال العالول، الذي وقف إلى جانبها بعد أن تيقن أنها ستكون الممرضة المناسبة في المكان المناسب، وهذا ما كان حتى لحظة كتابة هذا التقرير. 
وتفتخر القدومي بعملها على مدار ثلاث وعشرون عاما مع الدكتور العالول، وتعلن دائما أنها تلقت على يديه الكثير من الخبرات والتجارب وعلى كافة الجوانب الاجتماعية والوطنية والإنسانية وليس فقط العلمية. وعرفت جيدا كيف يجب ان تكون العلاقة إنسانية بين الممرضة والمريض من خلال تجربتها مع الدكتور العالول وتحفيزها على بذل الجهد في تقديم أي مساعدة ممكنة للمرضى، سواء من الناحية الصحية أو اللوجستية أو النصائح والإرشادات، كما أخذت منه التواضع وإنصاف الآخر وعدم تضييع حقوق الغير، وعزز لديها العديد من الصفات الايجابية، كما أنه كان من أوائل الأشخاص الذي شجعها ووقف إلى جانبها للحصول على شهادة البكالوريوس. 
وفيما يتعلق بواقع الحركة النسوية، تعتقد القدومي أن واقع المرأة الفلسطينية في المرحلة الراهنة أفضل من واقع المرأة في كثير من الدول العربية، موضحة أن هذه الأفضلية تأتي لأسباب كثيرة، منها المساهمة المتقدمة للحركة النسوية الفلسطينية في العمل الوطني، مما كان له أكبر الأثر في تقدم واقع المرأة. كما ترى أن ما يمكن وصفه بـ "المناكفات" التي تحصل داخل بعض المؤسسات النسوية، إلى جانب حالة الانقسام والظرف السياسي المشحون، يساهمان في ضعف مجمل العمل النسائي. 
وتنصح القدومي الشباب بعدم إضاعة الوقت في الشكوى من الواقع السيئ، والمسارعة إلى البحث المتواصل عن الهدف الذي يحلم به كل شاب، وبذل كافة الجهود لتحقيقه.
 
مع الدكتور جمال العالول
 
حياة القدومي تتحدث مع رومل السويطي
 
 
 

* هذه المادة خاصة بصحيفة الحياة الجديدة بمناسبة يوم الوطني للمرأة الفلسطينية

 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد