اخباريات فلسطينية

تضارب الأنباء حول تقدم صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل

|
تضارب الأنباء حول تقدم صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل

 غزة- “القدس العربي”:  في الوقت الذي تحاط فيه المفاوضات “غير المباشرة” بين حركة حماس وإسرائيل، لإنجاز صفقة تبادل أسرى، بسرية تامة، تضاربت الأنباء حول وجود تطورات مهمة في هذا الملف، ففي الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عبرية عن وجود تقدم في المحادثات، تنفي حركة حماس ذلك، وتقول إن المفاوضات تراوح مكانها.

وفي تقرير جديد لهيئة البث الإسرائيلية “مكان”، أكد أنه من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة “تطورا” في مواقف حركة حماس وإسرائيل من أجل اتخاذ “خطوات بناء الثقة” بين الجانبين بهدف المضي قدماً في صفقة تبادل على عدة مراحل.

وهنا يدور الحديث عن ضغوط يمارسها الوسيط المصري، من أجل إنجاز هذه الصفقة ضمن خطة شاملة تستهدف التوصل لاتفاق يضمن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، نقلت تقارير عبرية أخرى عن مصادر مطلعة، التأكيد بأن هناك “تقدّماً كبيراً وملموساً” في الاتصالات الجارية من أجل عودة الأسرى الإسرائيليين الموجودين في قبضة الجناح العسكري لحركة حماس.

وفي هذا الوقت يتردد أن حركة حماس، وضعت قائمة بالأسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم ضمن هذه الصفقة، وتشمل القائمة علاوة عن الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، أصحاب المحكوميات العالية، وتضم القائمة أيضا أسماء قيادات كبيرة في الفصائل الفلسطينية يخضعون لأحكام عالية في سجون الاحتلال.

وخلال اتصالاتها مع الوسيط المصري، أكدت الحركة استعدادها لإجراء صفقة تبادل شاملة بمرحلة واحدة، تتضمن إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، مقابل أن تطلق إسرائيل سراح من وردت أسماؤهم في كشوفاتها المقدمة لإنجاز الصفقة.

ومن المقرر أن يتصدر ملف صفقة تبادل الأسرى، جدول اللقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، المقرر عقده في شرم الشيخ قريبا.

غير أن هذا الموقف يُقابل بآخر أبدته إسرائيل، يريد إنجاز الصفقة على عدة مراحل، إذ لا تزال ترفض إسرائيل أيضا إطلاق سراح أسرى من ذوي المحكوميات العالية، والذين تتهمهم بالمشاركة في عمليات أفضت لمقتل إسرائيليين، غير أن هناك توقعات قوية بأن يتم تليين هذا الموقف، على غرار صفقة تبادل الأسرى التي أنجزت عام 2011.

لكن رغم هذا الحديث الإسرائيلي عن وجود تقدم في هذه المباحثات الرامية لإنجاز الصفقة، كان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، قال إن وساطات وجولات كثيرة جرت ولا سيما مع المسؤولين المصريين في ملف تبادل الأسرى، مضيفا: “لا يوجد من طرف الاحتلال تقدم جوهري لتلك الحوارات وما زالت تراوح مكانها”.

وأشار في حوار مع موقع “الجزيرة نت” إلى أن الاحتلال حاول مع نهاية الحرب الأخيرة على غزة، أن يكون موضوع الأسرى جزءا من وقف إطلاق النار وفك الحصار عن غزة، مشيرا إلى رفض حماس لذلك، والتأكيد على أن موضوع صفقة التبادل غير مرتبط بأي شيء آخر، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال لا تزال تطرح هذه الأفكار.

وقال: “نحن مصرّون على إنجاز صفقة تشمل أسرى منذ فترات طويلة، ومحكومين بأحكام عالية، والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن وجثامين شهداء، لكن التفاصيل التي تخص الأعداد والأسماء متروكة للمفاوضات”.

الجدير ذكره أن حركة حماس وإسرائيل، دخلا بعد الحرب الأخيرة على غزة التي انتهت يوم 21 مايو الماضي، في حوارات “غير مباشرة” عبر الوسيط المصري، بعضها عقد في القاهرة، كما قام الوسيط المصري بزيارات عدة لكل من تل أبيب وغزة، لبحث الملف، وتطوراته، بما يوحي بوجود اهتمام لإنجاز الصفقة.

وتتوقع مصادر مطلعة، بأن تستدعي القاهرة وفدين من حماس وآخر من إسرائيل، للشروع في مفاوضات أخرى غير مباشرة، بهدف تذليل العقبات أمام إنجاز الصفقة.

وتأسر حركة حماس جنديين إسرائيليين منذ الحرب التي شنتها إسرائيل ضد غزة صيف عام 2014، كما أسرت إسرائيليين اثنين دخلا القطاع بطرق غير رسمية بعد الحرب، وترفض الكشف عن مصيرهم بدون ثمن، في وقت تقول إسرائيل إن الجنديين الأسيرين قُتلا، لكن هذا الأمر لم تؤكده حماس.

هذا وتتجه سلطات الاحتلال إلى إزالة جميع القيود المفروضة على حركة البضائع والسلع والمواد الخام، من خلال إعادة الوضع في قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل الحرب الأخيرة، في تراجع جديد للموقف الإسرائيلي، الذي كان يرفض إدخال مواد البناء، ويربط هذا الأمر بإنجاز صفقة تبادل الأسرى، وهو ما يدعم الحديث عن وجود تقدم في المحادثات، حيث ترفض حماس ربط الملفات ببعضها البعض.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس ، خلال حوار تلفزيوني مع إحدى القنوات العبرية، إنه “بناء على طلب من مصر، قررت إسرائيل إزالة جميع العوائق عن إدخال البضائع إلى قطاع غزة”، وأضاف: “إسرائيل تُظهر رغبة قوية في الهدوء مع غزة، لكن في نفس الوقت تعمل على جلب شرعية دولية لتجديد الأعمال العسكرية”، موضحاً أن “التسهيلات هي من أجل 2 مليون مدني في غزة ونحن نفعل ما يجب علينا فعله” بحسب زعمه.

وفي غزة تواصلت فعاليات “الإرباك الليلي” في المناطق الشرقية للحدود، حيث نظمت ليل الأربعاء فعالية على حدود مدينة رفح.

وشارك حشد كبير من الشبان في تلك الفعاليات، التي تخللها تفجير عبوات صوتية، وإطلاق أبواق السيارات بصوت مرتفع، وأغاني وطنية عبر مكبرات الصوت، كما أشعلوا النار في إطارات السيارات.

وقام جنود الاحتلال باستهداف المشاركين بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجراح.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد