تقارير وتحقيقات

مستشفى الاتحاد النسائي .. ملاذ جرحى الانتفاضتين

|
مستشفى الاتحاد النسائي .. ملاذ جرحى الانتفاضتين مستشفى الاتحاد النسائي في نابلس

كتب - رومل السويطي *  أتمّت جمعية الإتحاد النسائي العربي بنابلس التي تشكل البداية للعمل النسائي في فلسطين، أتمّت مؤخرا الـ 100 عام على تأسيسها، قدّمت خلالها ولا تزال العديد من الإنجازات التي استفادت منها ليس محافظة نابلس، فحسب، بل وجميع المحافظات الشمالية. ومن المعروف أنها أقدم الجمعيات والمؤسسات الاهلية الفلسطينية حيث تأسست في العام 1921 بعد أن

عهود يعيش

أخذت رائدة الحركة النسائية في نابلس الراحلة مريم عبد الغني هاشم زمام المبادرة لشحذ همة ثّلة من نساء نابلس، فتسارع رجالات نابلس لمساعدتها ودعمها ومؤازرتها. حسب ما أكدت رئيسة الجمعة عهود يعيش التي أوضحت لـ "الحياة الجديدة" بأن الجمعية غرست جذورها قوية في اعماق العمل الاجتماعي الخيري خدمة لأبناء الشعب الفلسطيني بإدارة وقيادة سلسلة متعاقبة من الهيئات الادارية من بنات نابلس ممن نذرن انفسهن للعمل التطوعي الخيري، وكان من أبرز انجازات الجمعية، مستشفى الاتحاد بنابلس.

مستشفى الاتحاد 
ويقول مدير عام المستشفى أخصائي الأطفال د. ماجد أبو جيش لـ "الحياة الجديدة" أن المستشفى المرخص لـ 51 سرير مبيت، كان الملاذ الوحيد لجرحى الانتفاضتين، وخاصة "الاولى"، موضحا أن عمل المستشفى يأتي من خلال عدة آليات من بينها عقد اتفاقيات مع وكالة الغوث ولجنة زكاة نابلس، وفي مجال مؤازرة المعوزين من المرضى كانت الجمعية قد أسست صندوق المريض الفقير بالتعاون مع العديد من ابناء المحافظة، والذي كان له دور في التخفيف عن كاهل الكثير من المرضى المعوزين.
ويعرب ابو جيش عن اعتقاده أن أهم قسم في المستشفى هو النسائية والتوليد، والذي تم تأسيسه في العام 1968 ، موضحا أن عدد الولادات في هذا القسم تتراوح بين 350 و 400 شهريا، وفي السنوات الاخيرة تم إدخال تقنية "المنظار الجراحي" على العمليات النسائية، وقد تم إجراء عدد مميز من العمليات النوعية في هذا المجال، حتى أن بعضها كانت تعد الأولى من نوعها على مستوى المحافظة. وأضاف بأن متوسط عدد العمليات التي تجرى في غرفة العمليات 400 عملية تتضمن العمليات النوعية مثل جراحة الاعصاب، مناظير جراحية ونسائية، مناظير العظام، مسالك بولية، وجراحة عامة.

د. ماجد أبو جيش

 
الخدمات الفندقية
وأوضح أبو جيش أن قسم الولادة يخضع لعملية تحديث بشكل دوري لمواكبة كل جديد، كما يضم عدة غرف بنظام VIP لمن يرغب بخدمات فندقية، كما توفر المستشفى خدمة التخدير النصفي ويتعامل مع كافة الحالات الخطيرة على مدار الساعة.
وأضاف بأن جمعية الاتحاد النسائي قامت بعد تأسيس قسم النسائية، بتأسيس الأقسام الأخرى، تدريجيا وبما يتناسب مع احتياجات المواطنين، مشيرا الى قسم العناية المكثفة المزود بكافة الأجهزة والتقنيات اللازمة ويضم أربعة أسرّة، وهناك توجّه لزيادتها الى ثمانية أسرّة بأقرب وقت ممكن. منوها الى أن هذا القسم كان له دور ولا يزال في التعامل مع عشرات المصابين بفايروس كورونا، مؤكدا على نجاح الطواقم المتخصصة في إنقاذ غالبية المصابين، بعد أن كان بعضهم في حال الخطر الشديد.
 
قسم الخُدّج
ويعتبر الدكتور ابو جيش قسم الخدج من أهم أقسام المستشفى على مستوى شمال الضفة، حيث تم توسعته وتحديثه على مدار السنوات الفائتة حتى أصبحت سعته 20 سريرا، وهو مجهز بجميع الأجهزة والتقنيات الحديثة اللازمة، مؤكدا أن هذا القسم يستقبل يوميا العديد من الحالات من جميع أنحاء محافظات الضفة والقطاع، ويتعامل مع جميع أوزان الخدج من وزن 60 غم فأكثر، وأشار الى أن بعض حديثي الولادة يمكثون في الحضانة لأكثر من ثلاثة شهور.
 
طوارئ .. أشعة .. مختبر
وتطرق ابو جيش في سياق حديثه مع "الحياة الجديدة" الى قسم الطوارئ، موضحا أن ادارة جمعية الاتحاد حرصت على تحديثه ويعمل على مدار الساعة بعد تهيئة القسم الذي يضم سبعة أسرة، لاستقبال أي حالة ومهما كانت درجة خطورتها، مضيفا بأنه قد تم تزويد القسم بكافة الأجهزة المطلوبة.
وأضاف بأنه قد تم تحديث قسم الأشعة وتزويده مؤخرا بجهاز أشعة حديث جدا ومتطور، وتسعى الجمعية حاليا لتوفير جهاز تصوير طبقي، وفيما يتعلق بالمختبر، فقد تم رفده مؤخرا بتقنية زراعات الدم والتي أصبحت جزءا مهما من تشخيص وعلاج الامراض بدقة عالية.
 
عيادات خارجية
كما استعرض ابو جيش العيادات الخارجية، موضحا بأن ادارة الجمعية عملت على استقطاب العديد من الأخصائيين لمتابعة المرضى في كافة العيادات، موضحا بأن من بينها وأهمها، عيادات الأطفال، قلب الأطفال، أعصاب الأطفال، مناظير العظام، المسالك البولية، النسائية والتوليد، جراحة عامة، باطني، مناظير، جراحة اعصاب، تخطيط اعصاب، وعيادة الامراض النفسية، وغيرها، وأشار الى أن هذه العيدات تستقبل شهريا من 1300 الى 1500 حالة.
من جهته، قال الدكتور أمين أبو بكر، رئيس اللجنة العلمية لإحياء مئوية الجمعية، ان جمعية الاتحاد النسائي ستقوم بنشر كتابا خاصا يسلط الضوء على تاريخ الجمعية وتوثيقه بشكل علمي ومنهجي منذ تأسيسها عام 1921 وحتى الوقت الحاضر، موضحا بأنه سيتم التطرق لهذا التاريخ خلال الحقب التاريخية المختلفة التي عاصرتها الجمعية منذ تأسيسها.
 
* جريدة الحياة الجديدة
 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد