غزة- الحياة الجديدة - هاني ابورزق - مع هطول المطر انخفاض درجة الحرارة، يبدأ مواطنون بالتجمع أمام محل أبو شادي القطاطي الذي يطل على شارع صلاح الدين بهدف الحصول على طبق الحلويات الذي يعده.
يقف أبو شادي في زاوية داخل محله، أمام موقد الغاز الذي يقوم بتحريك طبق الحلوى بشكل دائري فوقه، وما هي إلا دقائق معدودة حتى تنضج الحلوى، بعد ذلك يقوم برفع طبق الحلوى بحركة وصفها بالبهلوانية اعتاد عليها دائما.
رغم وجود العديد من الحلويات المعروفة داخل قطاع غزة إلا إن الإقبال على حلويات أبو شادي تعتبر الأكبر، بفعل الأسعار المخفضة.
ما يميز أبو شادي (63 عاما)، ليس فقط الأسعار المخفضة، بل انه يقوم بتوزيع الحلويات بشكل مجاني للمواطنين الذين لا يمتلكون المال خاصة الأطفال، حيث إن سعر الطبق لا يتجاوز النصف دولار.
بدأ أبو شادي عمله عام 1971، عندما كان في المدرسة التي كان يتهرب منها من أجل العمل في أحد محال الحلويات المعروفة في تلك الفترة، تعلم صناعة الحلويات المختلفة شيئا فشيئا، وبدأ بالعمل على عربة صغيرة، ومن ثم افتتح محلا خاصا به حتى أصبح من أشهر البائعين داخل قطاع غزة.
يقول أبو شادي وهو يقوم بإعطاء أحد الزبائن طبق حلويات بشكل مجاني: "الأمر الذي دفعني إلى البيع بأسعار بسيطة هو الوضع الحالي الذي يعيشه المواطنون داخل قطاع غزة، أنا أبيع طبق الحلويات الواحد بشيقل فقط، وإذا ما أراد الزبون أكثر من ذلك أبيع أيضا، هناك بعض المواطنين يستغربون الأسعار التي أبيع فيها".
يساعد أبو شادي في مهنته هذه وبشكل يومي، أولاده الذين حصلوا على شهادات جامعية، وهم يفتخرون بذلك.
ويضيف أبو شادي: "في أحد الأيام كنت أعمل على اعداد القطر من أجل وضعه فوق الكنافة لكني سكبته على يدي بدلا من ذلك، هذا موقف حصل معي لا أنساه كوني شعرت بألم كبير نتيجة الحروق التي أصابتني".
ويتابع: "كيلو الكنافة العربية يبلغ 12 شيقلا، وما دفع المواطنين إلى التوافد إلى محلي بشكل مستمر هو أنني أسعى إلى إرضاء الزبائن جميعا".
يقول خليل وهو أحد الزبائن الذين يشترون من محل أبو شادي بشكل مستمر: "أبنائي لا يعجبهم أي نوع من الحلويات سوى التي يبيعها أبوشادي، فأنا أتيت مسافة طويلة من شمال قطاع غزة إلى حي الزيتون من أجل الحصول على أصناف الحلويات المختلفة مثل الكنافة العربية النابلسية".
