اخباريـات عالمية

"بي بي سي": مبارك قبل طلباً أمريكياً بتوطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود مقابل إطار للتسوية مع إسرائيل

|
"بي بي سي": مبارك قبل طلباً أمريكياً بتوطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود مقابل إطار للتسوية مع إسرائيل

 القاهرة ـ د ب ا:  نفى الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، صحة ما نشرته وسائل إعلام بريطانية أمس الثلاثاء حول قبوله توطين فلسطينيين في مصر.

وقال مبارك، في بيان صحافي نشرته صحيفة “المصري اليوم”، الأربعاء، “لا صحة إطلاقا لأي مزاعم عن قبول مصر أو قبولي لتوطين فلسطينيين بمصر، وتحديدا المتواجدين منهم في لبنان في ذلك الوقت. فلقد كانت هناك مساعٍ من بعض الأطراف لإقناعي بتوطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان بمصر، وهو ما رفضته رفضا قاطعا”.
وأضاف “رفضت كل المحاولات والمساعي اللاحقة إما لتوطين فلسطينيين في مصر أو مجرد التفكير فيما طرح على، من قبل إسرائيل، تحديدا عام 2010 لتوطين فلسطينيين في جزء من أراضي سيناء من خلال مقترح لتبادل الأراضي كان قد ذكره لي رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت”.
ولفت مبارك إلى أنه “في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982 اتخذت قراري بسحب السفير المصري من إسرائيل وعملت على تأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين في بيروت عبر قناة السويس متجهين لليمن”.
كانت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” نشرت أمس الثلاثاء، ما قالت إنها “وثائق تفيد بأن مبارك  “قبل توطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود”.
ووفقا لوثائق “بي بي سي” فإن “مبارك استجاب لمطلب أميركي في هذا الشأن”.
وحسب الوثائق، التي حصلت عليها الهيئة حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، فإن مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن، واشترط أنه كي تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها فإنه لابد من التوصل لاتفاق بشأن “إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي”.
وتشير الوثائق إلى أن مبارك كشف عن الطلب الأمريكي وموقفه منه خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر أثناء زيارته إلى لندن في طريق عودته من واشنطن في شهر شباط/فبراير عام 1983 حيث التقى بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان.
وجاءت الزيارتان بعد ثمانية أشهر من غزو إسرائيل للبنان في حزيران/يونيو من عام 1982 بذريعة شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية إثر محاولة اغتيال سفيرها في بريطانيا، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال الفلسطينية.
وفي ظل هذا الوضع بالغ التوتر في الشرق الأوسط، سعى مبارك لإقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول إنشاء كيان فلسطيني في إطار كونفدرالية مع الأردن تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلا.
وحسب محضر جلسة المباحثات فإن مبارك “قال إنه عندما طُلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل”.
وأبدى مبارك استعداده لاستقبال مصر الفلسطينيين من لبنان رغم إدراكه للمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الخطوة.
ويرفض لبنان، بكل أطيافه السياسية، فكرة توطين الفلسطينيين في أراضيه حتى لا يكون بديلا عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفق قرار الأمم المتحدة.
وكانت الحكومة اللبنانية قد رفضت بشدة أن تقر القمة العربية في بيروت في شهر مارس/آذار عام 2002 المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل لأنها لم تتضمن حق الفلسطينيين في العودة.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد