تقارير وتحقيقات

ردة فعل شباب نابلس أفشلت اعتقال منفذ عملية "ارائيل"

|
ردة فعل شباب نابلس أفشلت اعتقال منفذ عملية "ارائيل"

كتب - رومل السويطي:  بعد أن جمعت مخابرات الاحتلال معلوماتها وتيقنت حسب تصريحات العديد من المسؤولين الاسرائيليين أن منفذ عملية قتل الحاخام الاسرائيلي ايتمار بن غال "40 عاما" على مدخل مستوطنة ارائيل المقامة غصبا على اراضي منطقة سلفيت، متواجد في مكان ما بمدينة نابلس، حشدت قواتها وداهمت منطقة الجبل الشمالي من مدينة نابلس.

وكانت المفاجأة التي أربكت قوات الاحتلال، قيام مئات الشبان بالخروج من عشرات الأزقة والطرقات الفرعية والشوارع الرئيسية لاستقبال آليات الاحتلال المصفحة وجنوده المحتمين بداخلها.  وكان الاستقبال على الطريقة النابلسية التي طالما تميز بها الفلسطينيون عموما والنابلسيون خصوصا والتي تتضمن رجم الاحتلال بالحجارة المتعارف عليها، وإلقاء ما يسمى بـ "السواقيف" وهي عبارة عن حجارة كبيرة، عن أسطح البنايات، ورمي القضبان الحديدية بين إطارات الآليات العسكرية، ورمي بعض أنواع الطلاء الأبيض عليها وخاصة على زجاجها الواقي ضد الرصاص، والأهم من كل ما ذكر، صيحات التكبير التي فاجأت جنود الاحتلال وزلزلت كيانهم.

وبحسب شهود عيان فقد لاحظوا على سائقي المركبات الاحتلالية ارتباكهم والذي ظهر من خلال تخبط واضح في حركتهم أمام صرخات التكبير التي انطلقت من حناجر شباب وفتيان نابلس. وقد ظهر ذلك من خلال العديد من الشواهد من بينها الفيديو الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاحد جنود الاحتلال الذي قام بتصوير حالته وهو داخل اليته المصفحة وهو يصرخ ويبكي قائل "اقسم بالتوراة انني في نابلس ويبدو انه اخر يوم لي في حياتي .. وقال بانه سيتبرع بعشرة الاف شيكل اذا خرج حيا من نابلس"، فيما صرح أحد ضباط الاحتلال من أن القوة الاسرائيلية دخلت نابلس لتنفيذ عملية أمنية خاصة لكنها فوجئت بالمدينة تخرج لاستقبالها مما اضطر القوة الى اطلاق نار كثيف حتى تخرج من المدينة بأقل الخسائر، ودون تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله.

وقال مواطن آخر لـ "اخباريات" بأنه لاحظ حالة احتقان لم يشهدها من قبل لدى غالبية المشاركين في مواجهة جنود الاحتلال ليلة أمس الأول، معربا عن اعتقاده أن هذه الحالة ربما نتجت عن اغتيال المطارد احمد نصر جرار في بلدة اليامون، بعد أن اعتبره الكثيرون منهم قدوة لهم وايقونة فلسطينية جديدة في ظل حالة التآمر الدولي والخذلان العربي للقضية الفلسطينية.

وقال بأنه واثق تمام الثقة أن شبان المدينة شعروا أن هناك أمانة في أعناقهم تتعلق بضرورة المساهمة في حماية المطارد الذي تسعى قوات الاحتلال لاعتقاله في تلك الليلة، ولا يريدون أن يقفوا ساكتين بينما الاحتلال يعتقل أو يغتال ذلك المطارد، كما حصل مع الشهيد أحمد جرار، فعمدوا وبدون تردد الى النزول للشوارع ومواجهة المحتلين غير آبهين لكثافة النيران التي أسفرت عن هذا العدد الكبير من الجرحى والذي تجاوز المئة جريح، الى جانب الشهيد خالد تايه.

وقال أحد المشاركين في المواجهات التي وقعت ليلة أمس الأول أنه يشعر بالفخر لأنه ساهم في إفشال هدف مخابرات الاحتلال اعتقال منفذ عملية قتل أحد المستوطنين، مؤكدا أنه اذا عادت قوات الاحتلال فلن يتردد بالمشاركة مرة أخرى، وقال "هذا أقل واجب لحماية ظهر المقاومين" حسب تعبيره. 

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد