اخباريـات عالمية

الأردن تطلق مشروع الترويج للأردن سياحياً عبر مونديال كأس العالم

|
الأردن تطلق مشروع الترويج للأردن سياحياً عبر مونديال كأس العالم

 يسعى الأردن لتنشيط السياحة عبر مونديال قطر لتعويض الخسائر الفادحة التي مني بها القطاع السياحي بعد جائحة كورونا

الأردن تطلق مشروع الترويج للأردن سياحياً عبر مونديال كأس العالم
اخباريات نيوز – مصطفى أبو عمشة
يتجه الأردن مؤخراً وبشكل مكثف بقطاعاته الرسمية والخاصة على تنشيط السياحة على المستوى الداخلي والخارجي بعد أن تعرض قطاع السياحة إلى خسائر فادحة على خلفية جائحة كورونا بقطاع السياحة والسفر، وبسبب الإغلاقات المتواصلة والتقييدات التي فرضت على حركة المسافرين، وبات القطاع السياحي في الأردن كما دول العالم، يعيش حالة من الركود الشديد، الأمر الذي جعل هيئة تنشيط السياحة في الأردن (الجهة المسؤولة عن تطوير تنشيط السياحة على المستوى الخارجي) تبحث عن حلول وبدائل للنهوض بقطاع السياحة الذي يعدّ أكثر القطاعات تضرراً من الجائحة، وقد يحتاج ما بين عامين وأربعة أعوام للعودة الى مستوى ما قبل الجائحة.
 
آخر تلك المبادرات إطلاق الهيئة بالتعاون مع قطر برنامج تسويق الأردن خلال كأس العالم 2022ـ وقد أعلن مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، الانتهاء من توقيع اتفاقية بشأن تسويق الأردن خلال كأس العالم في قطر، مؤكداً في حديث خاص لـ”إخباريات”، بأنّ التسويق سيكون عبر حملات إعلامية في الشوارع، والمطارات والمترو، وحافلات النقل، والمراكز التجارية، منوهاً إلى أنّ الحملة ستكون قبل وأثناء بطولة كأس العالم في قطر، إضافة إلى أنّه سيكون هناك حملات مشابهة في السعودية والكويت وعدة دول أوروبية.
 
ويهدف المشروع المطروح لترويج الأردن سياحياً عبر المونديال، إلى زيادة أعداد السائحين إلى الأردن واستقطاب مزيد من الزوار، وتعرض القطاع السياحي إلى خسائر وانتكاسات كبيرة في السنوات الخمس الأخيرة، خاصة بعد جائحة كورونا.
واعتبر عربيات، أنّ هذه الحملات ستنعكس بشكل إيجابي على أعداد السياح، وخاصة من الدول الأوروبية وتتزامن مع عودة تدريجية للطيران منخفض التكاليف، حيث يتم التعويل بشكل كبير على شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية.
الحملة تهدف بطبيعة الحال إلى استقطاب مزيد من السياح إلى الأردن خاصة من الدول الأوروبية عبر كأس العالم المقام بقطر، وتتزامن مع عودة تدريجية للطيران منخفض التكاليف.
ويؤكدّ مدير عام هيئة تنشيط السياحة في تصريحات خاصة “إخباريات”، بأنّه وبعد فوز قطر بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 بتاريخ 2 ديسمبر 2010، فقد تمّ دراسة الوسائل والطرق التي من شأنها استغلال هذا الحدث من قبل الهيئة.
ويوضح عربيات أنّ البلدان التي تعدّ قريبةً جغرافيا من قطر ومنها الأردن تعدّ بيئة جاذبة لجماهير كأس العالم، وبالتالي عمدت الهيئة على استغلال هذا الحدث الكبير لجذب أكبر قدر ممكن من السياح، مشيراً إلى أنّ مدة الرحلة بين الدوحة وعمّان لا يتجاوز ساعتين ونصف، الأمر الذي يجعل الفكرة قابلة للترويج والنجاح.
 
فكرة ترويج الأردن سياحياً عبر فعاليات كأس العالم تمخضت بشكل واضح في عام 2021، وتحديداً على خلفية الزيارة التي عقدت مع الجانب القطري وبحث فيها وزير السياحة والآثار نايف الفايز مع الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط القطرية للطيران ورئيس مجموعة قطر للسياحة أكبر باكر مسألة التعاون المشترك بين الجانبين خلال إقامة فعاليات كأس العالم العام المقبل في قطر، من خلال برامج مشتركة بين البلدين للجماهير العالمية القادمة لحضور البطولة.
 
اللقاء الذي عقد على ضوء زيارة ولي العهد الأمير الحسين الثاني بن عبدالله لدولة قطر الشقيقة في شهر نوفمبر 2021، وبحضور مدير عام الملكية للطيران سامر المجالي، ومدير عام هيئة تنشيط السياحة د. عبد الرزاق عربيات، بحث سبل تسويق الأردن خلال فترة إقامة كأس العالم.
وتمّ الاتفاق على أثرها بحسب تأكيدات عربيات مع الخطوط القطرية والملكية الأردنية والشركات المنظمة للسياحة في قطر وعلى رأسها شركة “Qatar Holidays” التي تعدّ الشركة الرسمية المنظمة للسياحة في قطر، مشيراً إلى أنّ الاتفاق سيشمل ثلاثة برامج، البرنامج الأول الإقامة في الأردن قبل حضور زوار قطر لمباريات كأس العالم، والثاني أثناء فترة المباريات، أما الثالث فسيكون بعد الانتهاء من حضور المباريات ومن ثمّ عودتهم إلى بلدانهم.
 
ويكشف عربيات على أنّ المدة تبدأ من ليلة واحدة لتصل إلى أربعة ليال، وسيتم تنفيذ الفكرة بين الملكية الأردنية والخطوط القطرية، عبر حجز التذاكر إلكترونياً من البلدان المشاركة في كأس العالم وحجز تذاكر المباريات، بالإضافة إلى ترتيبات الإقامة في عمان والدوحة.
حظوظ السعودية والإمارات وسلطنة عمان وغيرها من بلدان الخليج تبقى أكبر في استقطاب زوار كأس العالم لديها، والتي تعمل بدورها على الترويج لسياحتها بالداخل عبر مونديال قطر، وذلك نظراً للقرب الجغرافي من قطر وبين بلدان الخليج، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية التي تتمتع بها دول الخليج مقارنة بالأردن، حيث عمدت السعودية والإمارات على توفير جسر جوي بينها وبين قطر وزادت من عدد الرحلات الجوية بشكل كبير.
 
هل جاءت الحملة متأخرة؟
خبيرة السياحة ومدير عام شركة مختصة بالسياحة الوافدة، رجاء الجزار، أكدت أنّ الحملة جاءت في توقيتها متأخرة وكان من المفترض أن يتم الإعلان عنه مبكراً، كون أنّ مباريات كأس العالم ستنطلق في 21 من نوفمبر/تشرين الثاني وتُختتم في الـ 18 من ديسمبر/كانون الأول، وهذا التوقين سيتزامن مع ذروة الموسم السياحي بالأردن وهو شهر نوفمبر، حيث تعدّ منطقة المثلث الذهبي في الأردن، والتي تضم كلا من العقبة والبترا ووادي رم، أكثر المناطق استقبالا للسياح في الأردن فلا تكاد تجد في الشهور الثلاثة (9، 10، 11)، غرفاً وشقق فندقية شاغرة وتكون فيها كلفة الإقامة مرتفعاً مقارنة مع الأشهر الأخرى.
وهذا الأمر يجعل من الضروري العمل على دراسة الحملة التسويقية التي أطلقتها الهيئة من كافة الجوانب لضمان نجاحها، متسائلةً في الوقت نفسه بالقول: “لماذا تمّ حصر برنامج تسويق الأردن عبر مونديال قطر في الحملات الإعلامية بالمطارات والمترو والمراكز التجارية، وتجاهلت استهداف واستقطاب السياح عبر مواقع التواصل والاجتماعي والفضائيات الناقلة لمباريات كأس العالم”.
 
وترى الجزار في تصريحات خاصة لـ”إخباريات”، أنّ كأس العالم لا يحصل كل يوم وكان هناك الوقت الكافي لعمل خطة تسويقية لاستفادة الاردن من هكذا حدث بشكل أكبر، معتبرةً أنّ وجود إعلانات في شوارع قطر أثناء الحدث ليس كافياً، ولابدّ من مدّ جسر جوي بين الدوحة وعمان، على شاكلة شركة فلاي دبي التي لديها ٦٠ رحلة يومياً وجدة والرياض بمعدل ٤٠ رحلة يومياً، ومسقط ٤٨ رحلة والكويت ١٦ رحلة يوميا، فهل عمدت الأردن إلى إتباع نفس الملك والنهج في تلك الدول.
ومن هنا فإنّه من الضروري عمل دراسة عن عدد الزائرين المحتملين من قبل هيئة تنشيط السياحة لمعرفة استفادة الأردن منها، خصوصاً وأنّ السائح الأجنبي بطبعه يقوم بالتخطيط لبرنامج رحلته وعدد الدول التي سيزورها قبل عام وأحياناً أكثر.
وتتساءل الخبيرة السياحية عن (كلفة حملة هيئة تنشيط السياحة الأردنية في الدوحة خلال كأس العالم)، المقدرة بمليون دينار أردني هل ستذهب هباءً، معتبرة بأنّ عمل حملة اعلانية في الأماكن العامة والمفتوحة مكلف جداً لمحدوديتها و يصعب قياس أثرها والعائد على الاستثمار منها وهي تدخل تحت ما يسمى نشر الوعي العام و السؤال هنا هل فكرنا ببدائل تسويقية أخرى، مثل: تسويق برامج سياحية مشتركة أو الإعلان عبر شاشة قناة “بي ان سبورت” التي ستنقل الحدث الذي يشاهده الملايين في كل دول العالم حيث نسبة المشاهدة أعلى بآلاف المرات من الموجودين في قطر، إضافة إلى أنّها أقل كلفة ويمكن أن تكون مدتها أطول، منوهةً إلى أنّ الجماهير التي حجزت تذاكرها ومكان إقامتها بفنادق خارج قطر لأجل الانضمام لاحقاً لحضور مباريات كأس العالم، الكثير منهم عمد إلى ذلك لمحدودية أماكن الإقامة و كالعادة فإنّ الإمارات والبحرين وعُمان والسعودية سبقت الأردن في عمل برامج مشتركة وربط جسر جوي يومي بعشرات الرحلات لحضور المباريات والعودة إلى مكان الإقامة في هذه الدول، مشددةً على أنّ ترويج الأردن سياحياً عبر كأس العالم لا يمكن قياس مردوده وإنتاجيته إلا بعد الانتهاء من كأس العالم لنرى أثره الحقيقي على الأردن.
 
المشروع بين هيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص
مشروع الترويج للسياحة بالأردن عبر فترة كأس العالم، لم يأتي وحسب من الجهة التسويقية لوزارة السياحة المتمثلة بـ”هيئة تنشيط السياحة”، بل جاءت بمبادرة من شركة 100Jordan، التي تقدمت بدورها بمبادرة لوزارة الصناعة والتجارة والتي قامت بتوجيه الأمر إلى وزارة السياحة الذي وجهته بدورها إلى هيئة تنشيط السياحة والتي أخذت على عاتقها تبني وتطوير الأمر.
وفي هذا السياق يؤكد رئيس مجلس ادارة شركة 100 Jordan نضال ملو العين، في حديث خاص لـ”إخباريات”، بأنّ شركة 100JORDAN هي مالكة وصاحبة فكرة مشروع السياحة الأردني بالتزامن مع مونديال قطر 2022، وهي من قامت بطرح الفكرة في بداية الأمر التي انتهى ملفها في يد هيئة تنشيط السياحة لكنّه توقف هناك ولم يتم الرد على ما تمّ طرحه.
يهدف المشروع إلى أن يكون الأردن محطة استقبال لجمهور مونديال قطر لعام 2022 بهدف زيارة المواقع السياحية والأثرية بالأردن ومن ثمّ حضور المباريات والعودة إلى الأردن لاستكمال الجولات السياحية من ثم المغادرة إلى بلدانهم.
 
ويكشف ملو العين، أنّ شركته 100JORDAN قامت بطرح الموضوع في عام 2019 كاقتراح بفترة حكومة دولة عمر الرزاز بواسطة معالي وزير الصناعة والتجارة وقتها وكاقتراح عبر هيئة تشجيع الاستثمار ” وزارة الاستثمار”.
وفي 2020 كانت جائحة كورونا فعطلت إطلاق المشروع، وبعد بداية التعافي من كورونا أطلقت شركة 100JORDAN ممثلة برئيس مجلس الإدارة والمدير العام نضال ملو العين مشروع السياحة الأردني بالتزامن مع مونديال قطر 2022.
 
وقامت بالتغطية الإعلامية اللازمة والموثقة في التلفزيون الأردني وعمان تي في وراديو روتانا، حيث يشدد ملو العين أنّ المشروع أطلق خدمة للمجتمع دون أي إيرادات للشركة والتكاليف سيتم تغطيتها من شركات القطاع الخاص لتسويق وترويج الأردن بأحدث الطرق، منوهاً إلى أنّه وكان من المتوقع استقطاب 100 إلى 500 الف سائح بإيرادات متوقعة تقارب 5 مليار دولار أمريكي، حيث يهدف المشروع إلى استقطاب جمهور المونديال للإقامة في الأردن بتسويق مباشر للأفراد، واستقطاب المنتخبات ورابطة التشجيع للمنتخبات المشاركة، كما يهدف المشروع إلى أن يكون أكبر حملة تسويقية و ترويجية في تاريخ الأردن تصل إلى 140 دولة في العالم و تصل بها رسائل إعلانية و تسويقية للتعريف بالأردن.
 
حيث يؤكد ملو العين أنّ المونديال يعتبر فرصة ذهبية للتعريف بالشرق الأوسط وذلك لقرب المسافة بين الأردن وقطر وكانت تهدف الشركة إلى تأسيس وجعل الأردن مركز استقطاب السياحة في المنطقة.
ومن هنا يرى ملو العين أنّ جميع المراسلات التي تمت بين شركته وهيئة تنشيط السياحة لم يتم الرد عليها، وأصبحت هيئة تنشيط السياحة بدل أن تكون داعم وراعي للمشروع تعمل لتصبح منافساً له.
ويشير ملو العين أنّ المشروع الذي تمّ عرضه على هيئة تنشيط السياحة كان من المتوقع أن يستقطب مليون سائح حول العالم من أكثر من 140 دولة بعائدات متوقعة يمكن أن تصل إلى٥ مليارات دولار، مشيراً إلى أنّه طلب من الجهات الرسمية التعاون لإنجاح المشروع الترويجي والتي يأتي من ضمنها مدّ جسر جوي بين الدوحة وعمان وزيادة عدد الرحلات لإنجاح فكرة المشروع.
وبهذا الصدد يؤكدّ ملو العين أنّ دول عديدة منها السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين عمدت على استنساخ الفكرة وتطبيقها في دولها، حيث عمدت هذه الدول على الترويج للسياحة في بلدانها في فترة كأس العالم، وربط جسر جوي بينها وبين قطر، مشيراً إلى أنّ الخطوط السعودية ستسير رحلات يومية من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة إلى مطار حمد الدولي، بالتزامن مع موعد كأس العالم في قطر من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر، وكل هذا يأتي في إطار الترويج للسياحة في السعودية واستثماراً لحدث دولي يتمثل في كأس العالم الذي يعدّ أكبر فرصة للبلدان المحيطة بقطر في الترويج للسياحة في داخلها.
 
كما سيعمل المشروع إلى فتح أسواق جديدة وترويج الأردن سياحياً في بلدان (أمريكا الجنوبية، ودول أسيوية، ودول أوروبية أخرى)، بحسب رئيس مجلس ادارة شركة 100 Jordan، الذي يؤكدّ بدوره بأنّ استيعاب 3 ملايين سائح في مونديال 2022 يعدّ مهمة صعبة وتحدياً كبيراً أمام قطر لاستيعاب هذا العدد.
ويوجه ملو العين تسائلاً لهيئة السياحة بالقول: “لماذا عمدت الهيئة على تجاهل الكتب الموجهة لأكثر من مرة والتعاون معنا لإنجاح الفكرة التي طرحتها شركته في وقت سابق للجهات الرسمية والتي منها هيئة تنشيط السياحة”.
 
لكن هيئة تنشيط السياحة عبر مدير عام عبد الرزاق عربيات أكدّ بالمقابل أنّ هذه الفكرة كانت قديمة على حد وصفه وجاءت بعد فوز قطر بحق استضافتها للمونديال، معتبراً أنّ مثل هذه الفكرة من الصعب تطبيقها، إلا في إطار التنسيق مع الجانب القطري، حيث من الضروري أن تتكامل الجهود بين الجانب الأردني-القطري لإنجاح الفكرة، باعتبار أنّ قطر هي المستضيفة لبطولة كأس العالم.
ويوضح عربيات في معرض تعقيبه على أحقية شركة 100JORDAN بالفكرة وأنّها هي مالكة المشروع الحقيقي، بالتأكيد على أنّ جميع الأفكار مرحب بها من أي جهة، منوهاً إلى أنّ الفكرة التي تمّ تنفيذها من الهيئة هي فكرة تسويقية-دعائية بالدرجة الأولى ولتسويق الأردن سياحياً عبر مونديال كأس العالم.

أضف تعليقاً المزيد

الاكثر قراءة المزيد

الاكثر تعليقاً المزيد